المؤتمر الدولي "لمساعدة لبنان".. "نافذة أمل" دونها شروط تعجيزية

إعداد - سيمار خوري

2020.12.03 - 11:38
Facebook Share
طباعة

 
يحاول لبنان جاهداً الخروج من عنق الزجاجة، في ظل تدهور الاقتصاد والعملة وسعر صرف الدولار، وانعكاس ذلك على أداء الدولة والخدمات التي يجب أن تقدمها للبنانيين.
المؤتمر الدولي الثاني لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني عنوان عريض ونافذة بالنسبة لجزء من اللبنانيين يمكن أن تخرجهم مما هم فيه، لكن الشرط الأساسي لفرنسا وأوروبا هو إجراء إصلاحات إدارية واقتصادية وإيجاد توليفة حكومية تناسب المرحلة وتختلف عما سبقتها من حكومات في العقود السابقة.
الأمريكي متمسك بضرورة استبعاد قوة لبنانية وازنة من المشهد السياسي والحكومي، فيما الفرنسي من الجانب الآخر مصر على تشكيل الحكومة وإلا فإن المساعدات ستكون للبنانيين، ولن تمر على القنوات الرسمية اللبنانية.
في هذا السياق، أعلنت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، أن الصندوق ملتزم بمساعدة لبنان على تطبيق الإصلاحات الضرورية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الحاجة إلى إطار مالي متسق ما تزال قائمة، لا سيما ما يتعلق باستراتيجية موثوقة لإعادة تأهيل النظام المصرفي.
الرسالة الأكثر صرامةً أتت على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن بيروت لن تحصل على مساعدات دولية، في حال لم يشكل الساسة في لبنان حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات، مشدداً على ضرورة مراجعة حسابات مصرف لبنان المركزي.
أما سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان، رالف تراف فكان قد أعلن أن المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت ، سوف يوافق على خطة عمل دولية للإصلاح وإعادة الإعمار في لبنان.
بدوره، قال مصدر مقرب من قصربعبدا لوكالة آسيا: إن لبنان يحتاج لمساعدات دولية، لكن تدخل البنك الدولي هو سلاح ذو حدين، وهو غالباً ما يكون أداةً لأخذ أي بلد رهينةً للديون، والخطورة تكمن في أنه ما من بديل، حيث يختلف اللبنانيون، ويستشري الفساد والمحسوبية، وإلى جانب كل ذلك هناك فراغ حكومي.
النائب طوني فرنجية استغرب هذه الدوامة التي يعيش فيها لبنان، حيث الكل يدور في حلقة مفرغة، إذ قال "الحكومة ترمي بالكرة إلى ملعب مصرف لبنان، وهذا بدوره يعيدها إلى حكومة تصريف الأعمال، التي تنقلها إلى مجلس النواب، ومن رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة المكلّف".
فيما رأى مصدر قريب من تيار المستقبل أن ما يفرضه الغرب من شروط على الرئيس الحريري خصوصاً؛ ولبنان عموماً، أشبه بشروط تعجيزية، سواءً لجهة تشكيل حكومة هناك الكثير من العراقيل لتشكيلها بسبب مواقف بعض القوى، أو لجهة تحييد قوة أساسية في لبنان عن الحكومة لإرضاء واشنطن، ورغم أن تلك القوة هي خصم لنا، لكن الأمر الواقع لا يقبل تحييدها وفق قوله.
أما عربياً، فقد أكد الملك الأردني الملك خلال المؤتمر أنه "لا يمكن للأردن أن يقف مكتوف اليدين، تاركا جاره الشقيق وحيداً في مواجهة هذا الوضع الصعب، فلهذا، حرصنا على أن نكون هنا اليوم، ونحن ننظر في جميع السبل الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني من خلال تسهيل الحركة التجارية"، وهو ما دفع بمصادر مقربة من قوى 8 آذار للتذكير بأنه لا يمكن للأردن أو العراق أو أي بلد عربي آخر مساعدة لبنان تجارياً دون الطرق البرية، وهذه الطرق لا يمكن أن تكون موجودة في حالة النأي بالنفس عن سورية وعدم التعاون معها، مضيفةً "على العرب أن يعلموا بأن لغة الجغرافية قد لا تأتي وفقاً لأماني بعضهم بعزل دمشق" وفق تعبيرهم.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9