استضافة تونس لمنتدى الحوار السياسي الليبي لعله أبرز الأحداث الجارية فيما يخص الساحة الليبية ، الذي يهدف إلى توضيح شكل الأطر المؤسساتية لدولة ليبيا الجديدة ، وتهيئة الجو العام بغية اختيار حكومة للفترة الانتقالية قبيل الانتخابات الرئاسية و البرلمانية الليبية.
و إلى الآن تشير المعلومات حول ما يحدث في المنتدى على أنه مخيب للآمال حيث أنه لا يوجد حتى تفاهم متبادل بين ممثلي الأطراف الليبية.
وهذا ما أكده الخبراء في أن المنتدى قد لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة منه.
كما ذهب البعض مثل المحامية التونسية وفاء الشاذلي لمقارنة هذا المنتدى مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس عام 2012، بإشارة منها على تدخل الاستخباراتي الكبير الذي يحدث..
أما من جهة ثانية فيتوقع خبراء أن يتم الإعلان عن اسم كل من رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء في غضون الأيام العشر القادمة.
في الوقت الحالي ، هناك العديد من المرشحين لهذه المناصب.
لكن الأخبار القادمة من ليبيا وطرابلس تظهر أن الوضع لا يكاد يكون هادئا، و على ما يبدو أن السلطات هناك ما تزال غير قادرة على السيطرة على الجريمة والإرهاب.
فيما لا تبدو الأجواء داخل المنتدى أفضل حالا"، إذ أن شخصيات متطرفة مثل رئيس مجلس الدولة الأعلى خالد مشري التابع لجماعة الإخوان المسلمين من جهة و من جهة ثانية رئيس وزراء الحكومة المؤقتة في الشرق ، فتحي بشاغا-وزير الداخلية ، الذي أقيل ، يبدو أنهم مرشحين لتولي مناصب قيادية..؟!
فيما سيبدو المشهد اكثر تعقيدا" حتى لو اتبع المشير حفتر قرارات اللجنة العسكرية المشتركة ولم يبدأ مرحلة جديدة من عمليته لمكافحة الإرهاب ، فإن العلاقات في طرابلس أصبحت متوترة للغاية، وسيؤدي تعيين شخصية مثيرة للجدل إلى تصعيد الصراعات الداخلية ، مثل الاشتباكات بين وزارة الداخلية والجماعات التي لا تسيطر عليها ، أو حتى بين وحدات وزارة الداخلية نفسها بسبب تعدد الولاءات.
كل هذا سوف يؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري
إذا كانت شخصيات مثل فايز سراج أو أحمد معيتيق تقود المرحلة الانتقالية .
و وفق كل هذه المعطيات يميل الخبراء الى أن تكون الحكومة الانتقالية في ليبيا تكنوقراطية، و هي نظامٌ مقترحٌ للحكم يتمَُ فيه اختيار صانعي القرار على أساس خبرتهم في مجالٍ معينٍ خاصةً فيما يتعلق بالمعرفة العلمية أو التقنية.
لكن على العموم تبقى ليبيا لديها فرصة للبقاء على قيد الحياة لكن من خلال فترة انتقالية قد تكون صعبة ، واستعادة الوحدة وإجراء انتخابات عامة يمكن فيها انتخاب رئيس وبرلمان شيء ليس بالمستحيل لكن يحتاج إلى تضافر جهود جميع الأطراف لإنقاذ ليبيا.