الشمال نحو "العسكرة" مجدداً...لماذا أخلت القوات الروسية مواقعها شمال المالكية..؟

وسام دالاتي - وكالة أنباء آسيا

2020.06.18 - 02:40
Facebook Share
طباعة

 

 
غادرت قوة تابعة لـ "الشرطة العسكرية الروسية"، صباح اليوم، الخميس، قرية "قصر الذيب"، الواقعة إلى الشمال من مدينة "المالكية"، بعد يوم واحد من تمركزها في مدرسة القرية بهدف إقامة نقطة مراقبة ثابتة تبعا للاتفاق الذي وقع في ٥ آذار الماضي ما بين "موسكو"، و "أنقرة"، لوقف إطلاق النار في الشمال السوري.
القوة الروسية المكونة من ثمان عربات مصفحة، عادت إلى "مطار القامشلي"، الذي تتمركز في جزء منه القوات الروسية المكلفة بالانتشار في الشمال، وهذه هي المرة الثانية التي تخلي فيها القوات الروسية نقطة تمركزها في قرية "قصر الذيب"، التي تبعد ٦ كم إلى الشمال من مدينة "المالكية"، بأقصى الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الحسكة، وقالت مصادر خاصة لـ وكالة أنباء آسيا، أن سكان القرية خرجوا عدة مرات للتظاهر ضد الوجود الروسي بدفع من "قوات سورية الديمقراطية"، التي تلقت تعليمات من قيادة القوات الأمريكية المنتشرة في سورية بشكل غير شرعي بمنع انتشار الروس في المناطق الواقعة إلى الشرق من مدينة القامشلي تحت ذريعة منع الاحتكاك "الأمريكي - الروسي"، شمال المناطق النفطية في المنطقة.
وكانت القوات الروسية قد أخلت قبل أيام نقطة لها في قرية "قصر الآغا"، الواقعة إلى الشمال من مدينة "رميلان"، النفطية، والتي تشهد وجود أكبر قاعدة أمريكية في ريف الحسكة، إذ تظاهر السكان المحليون ضد الوجود الروسي، كما رفضوا استلام مساعدات إنسانية مقدمة من القوات الروسية بدفع من "قوات سورية الديمقراطية"، التي أبلغت الأهالي عبر المختار (الكومين وفقا لمسمى قسد)، بأن استلام هذه المساعدات قد يعرض السكان للمحاسبة من قبل "الآسايش"، التي تعد بمثابة "الأمن العام"، في هيكلية "قسد" العسكرية.
في سياق متصل، أكدت مصادر محلية أن القوات التركية حشدت عدداً من عناصرها والآليات العسكرية الثقيلة على الشريط الحدودي المقابل لمدينة المالكية، مشيرة إلى احتمال وجود عناصر مما يسمى بـ "الجيش الوطني"، الموالي لـ "أنقرة"، الأمر الذي يتوازى مع حشود مماثلة للقوات التركية والميليشيات الموالية لها في المنطقة الواقعة إلى الشمال من بلدة "عين عيسى" بريف الرقة الشمالي الغربي، ما يشير إلى إن القوات التركية تعتزم توسيع عمليتها العسكرية المسماة "مخلب النمر"، ضد "حزب العمال الكردستاني"، في الأراضي العراقية، وتذهب نحو استكمال ما يسمى بـ "عملية نبع السلام"، التي بدأتها في "تشرين الاول"، من العام الماضي ضد "قوات سورية الديمقراطية"، في شمال شرق سورية.
عودة العمليات العسكرية إلى الشمال الشرقي من سورية من شأنه أن يزيد من تعقيد الملف السوري في وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية أن ما تسميه بـ "قانون قيصر"، دخل حيز التنفيذ لتزيد من العقوبات التي تفرضها على الدولة السورية بشكل أحادي الجانب، ولا تبدي "قسد"، أي رد فعل عسكري تجاه التحركات التركية في الوقت الحالي إذ لم يسجل أي زيادة في عدد عناصرها في المناطق القريبة من المناطق المهددة "المالكية - عين عيسى"، كما إنها أخلت مجموعة من النقاط الحدودية مع العراق بالقرب من "جبل سنجار"، الذي يعتبر مسرحاً لعملية "مخلب النمر"
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10