عقد وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو وإيران محمد جواد ظريف مؤتمراً صحافياً مشتركاً أكد فيه الأخير، على أن تركيا وإيران تمكنتا من تجاوز أزمة كورونا، وأنه تم فتح رحلات تجارية بين تركيا وإيران، وسيبدأ تدفق الغاز الإيراني من جديد إلى تركيا.
هذه العناوين الظاهرية للقاء الوزيرين توحي للمشاهد بأن الأجواء بينهما على ما يرام، سيما وأن الجانب الاقتصادي بين البلدين في تطور مستمر، أما اذا ما غصنا في ممرات اللقاء لابد وأن يكون هناك جانب خفي، متعلق بالشأن الليبي و السوري، و ملفاتهما المتشعبة.
و جاء في الكلام "العلني" لوزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو "إن أنقرة وطهران متفقتان على وحدة الأراضي السورية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية واستمرار الحوار في النقاط الخلافية". فهل فعلا تركيا تسعى لوحدة الاراضي السورية؟
المحلل السياسي مهند ضاهر قال في حديث له مع "آسيا" :" جاءت زيارة جواد ظريف الى تركيا، بعد تأجيل الوفد الروسي زيارته اليها. و اكبر الظن أن زيارة ظريف، أتت لتقريب وجهات النظر -الروسية التركية- التي أخذت بالتباعد في الأشهر الاخيرة الماضية، وما خرج عن المؤتمر الصحفي لا يدل بأن هناك الشيء الكثير، لكن أعتقد أن ثمة اتفاقات أو تفاهمات، في كواليس الزيارة، اذا صح التعبير".
ضاهر أشار الى أن ظاهر الزيارة يتعلق بالبعثات القنصلية و التمثيل الدبلوماسي و فتح المجال الجوي بين البلدين. "لكن الملف السوري كان على رأس قائمة المحادثات التي جرت، وماهية تصرفات تركيا و تدخلها بالشان الداخلي السوري، مع الاشارة الى بدء الضغط الروسي الإيراني على تركيا للوصول الى تفاهم ما، و من ثم يأتي الملف الليبي في قائمة المناقشات".
و عن ادعاء تركيا بأن همها وحدة الأراضي السورية قال ضاهر :" هذا الأدعاء يتعلق بشيء أساسي و هو الوجود الكردي في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، وبالتالي تحدث تركيا عن وحدة الاراضي السورية، آتٍ من التخوف التركي مما يسمى"بالفيدرالية" أو الحكم الذاتي، التي تهدد الأمن القومي التركي، و هي تعني أن لا يكون للكردي حصة بالاقتسام الذي تهدف اليه تركيا في الشمال السوري".
و تابع :" بالتأكيد تم التطرق "سرا" لوقف دعم (التنظيمات المسلحة) من قبل الجانب التركي، و من ثم التحضير لأستانة- التي أكد ظريف اليوم في لقائه الوزير الروسي- بأنه لا حل سوري بدونها، و من ثم التحضير للملف الليبي الذي يعني الشان الروسي أكثر مما يعني الجانب الايراني بطبيعة الحال".
و لفت ضاهر الى الموقف الإيراني الخجول بالنسبة لتركيا" الايراني لا يمكن أن يضغط على الجانب التركي، لأن ايران بحاجة لتركيا في المجال الاقتصادي، والتبادل التجاري، الذي منحها فرصة الهروب من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كذلك التركي يحتاج الى رفع التبادل التجاري القائم مع إيران، مع واقع معاناة الليرة التركية".
الجدير ذكره بان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، كان قد صرح مساء الخميس بأن زيارة ظريف لأنقرة تأتي تلبية لدعوة وجهها إليه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.