هل أشعلت حادثة "آيا صوفيا" فتيل الخلاف "التركي اليوناني" من جديد ؟

زينا صقر - وكالة انباء اسيا

2020.06.16 - 07:57
Facebook Share
طباعة

هل أشعلت حادثة "آيا صوفيا" فتيل الخلاف "التركي اليوناني" من جديد ؟

خاص_وكالة أنباء آسيا
زينا صقر

في ذكرى "فتح القسطنطينية" وبحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تمت تلاوة سورة "الفتح" كاملة في آيا صوفيا بإسطنبول، وذلك لأول مرة من تحويلها إلى متحف عام 1935 في عهد مصطفى كمال أتاتورك، بعد أن حوّلها محمد الفاتح مسجداً منذ تاريخ سقوط المدينة بيد العثمانيين. هذا الاحتفال أثار غضب اليونان بشكل غير مسبوق.

ورداً على الاعتراضات اليونانية، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، أن تلاوة القرآن في متحف آيا صوفيا لا تتعارض مع مكانة المتحف الأثرية حول العالم، ولا مع اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي والطبيعي، واعتبر أن الاعتراض اليوناني "باطل ولن يفضي إلى نتيجة".

الخبير بالشؤون التركية سركيس قصارجيان اعتبر في حديث له مع "آسيا" أن الهدف التركي من حركة آيا صوفيا ماهو الا حركة استفزازية لليونان، وإرسال رسالة لها و للداخل التركي -خصوصا الروم المتبقيين في اسطنبول- وهي تصرفات مرتبطة بالحقبة العثمانية التي يستمر اردوغان باستخدامها للتذكير بالامجاد العثمانيين، هذا الوتر الذي يلعب عليه اردوغان دائما، ولكن ليس بمقدورنا اعتباره تصرفا يؤدي لإشعال الفتيل بين انقرة واثينا اذا ما قارناه بجملة الخلافات الماضية".

و أشار قصارجيان الى أن الخلاف التركي اليوناني قديم جدا و"هو خلاف تاريخي و لم تنجح كل المحاولات السابقة للاتحاد الاوروبي وحلف الناتو في ترميم الصدع بينهما، وعلى الرغم من تفاوت حدة التوتر بين انقرة و اثينا-و هذا يعود للتطورات الاقتصادية والسياسية في البلدين وطبيعة الاحزاب الحاكمة فيهما عبر التاريخ-ولكن التوتر يبقى موجودا".

و لفت الخبير بالشؤون التركية الى أن الخلاف تاريخي بين أنقرة و أثينا " لأن اليونان تعتبر انها صاحبة حق في جزء من الجغرافيا التركية الحالية، كما هي حال مدينة اسطنبول وغيرها على الساحل الغربي، و مشكلة جزيرة قبرص، و الجزر المهجورة التي تتوسط الساحلين التركي واليوناني، واخيرا مشكلة منابع الغاز المكتشفة في البحر المتوسط".

و تابع : "اليونان تعتبر وصول تركيا الى سواحل ليبيا هو خروج عن حدود مياهها -الشرعية الاقليمية- الخاصة بها، و بذلك سوف تستحوذ على تلك السواحل المواجهة لسواحل قبرص و اليونان، لذلك تحركت اليونان لتشكيل طوق من الدول المناهضة لتركيا كمصر و الامارات المتحدة ، في تحرك سياسي- ردا على التحرك التركي في البحر المتوسط- حتى انه تم الحديث عن فتح السفارة اليونانية في سورية، اضافة الى تحرك عسكري تمثل باعتراض سفينة تركية محملة بشحنة اسلحة متوجهة نحو ليبيا. لذلك موضوع آيا صوفيا هو موضوع صغير و استفزازي وهو ذو بعد -معنوي ورمزي- أكثر من اعتباره مشكلة حقيقية مؤثرة بين البلدين، و هو من جملة المشكلات الماضية".

و في سؤاله عن طلب قبرص و اليونان عقوبات بحق اردوغان قال قصارجيان :" أول ما طرحت فكرة العقوبات ضد اردوغان ، طرحت عام 2019 حيث تقدمت كل من قبرص و اليونان بطلب معاقبة أردوغان و السبب أن كل من البلدين تعتبران الانشطة التركية في البحر المتوسط فيما يخص الغاز، هي انشطة غير مشروعة، و تُعتبر انتهاكا للمياه الاقليمية للبلدين من قبل السلطات التركية، بينما دافعت تركيا عن نفسها بشقين الاول هو توقيعها اتفاقا مع ليبيا و بالتالي لها الحق بالتنقيب مواجه السواحل الليبية، و الشق الثاني اعتبارها بان القسم التركي من قبرص يعطيها الحق بالتنقيب في السواحل المقابلة له، و بالتالي هي مشكلة سياسية و قانونية بنفس الوقت.

و تابع :" و هنا ياتي دور الاتحاد الاوروبي بحل هذه الخلافات، و لكن هل سيتخذ الاتحاد الاوربي اجراءات ضد تركيا و يفرض عقوبات عليها ؟ . بتقديري ليس بمقدور الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على انقرة و السبب بان داخله منقسم فيما يخص الموضوع الليبي، و ليس هناك موقف واضح منه للذهاب نحو خطوات جدية، هذا من جهة، و من جهة اخرى، علاقته الاقتصادية القوية مع تركيا سوف تتأثر و بالتالي فرض عقوبات على تركيا سوف ينعكس سلبا على الاقتصاد الاوربي المنهك اصلا، خاصة بعد ازمة كورونا. وأخيرا فإن لدى تركيا ورقة اللاجئين التي لا تلبث ان تلوح بها للضغط على اوروبا". معتبرا ان هذه دعوات العقوبة ضد اردوغان دون جدوى.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4