سورية، شركة محلية تستثمر محيط محطة الحجاز التاريخية

خاص آسيا _ حبيب شحادة

2020.06.12 - 10:24
Facebook Share
طباعة

 أكد المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي حسنين محمد علي في تصريح لوكالة "آسيا" أنّ شركة الحجاز للاستثمار السورية الخاصة ستقوم باستثمار مجمّع نيرفانا، ضمن عقد مدّة تنفيذه 3 سنوات ببدل قدره 1.6 مليار ليرة يتضمن فندق 5 نجوم مكوّن من 12 طابق ومجمّع تجاري ومطاعم و4 طوابق تحت الأرض.


ونفى محمد علي أن يكون هذا الفندق مُشوّهاً للشكل المعماري لمحطة الحجاز التاريخية، مؤكداً في الوقت ذاته أنّه سيُنشأ بما يتلاءم مع طبيعة المكان على مساحة تتجاوز 5000 م2 مجاورة للمحطة وليس مكانها، وبعد تصديق العقد من السياحة سيتم توجيه الإنذارات لأصحاب المحال التجارية وكازية الوليد ومقهى الحجاز لإخلائها استعداداً لتنفيذ المشروع.


وأضاف محمد علي أن ارتفاع الفندق وشكله لن يؤثر على النسيج العمراني للمنطقة وستعود ملكيته بالكامل بعد 45 سنة للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي.


لكن بالمقابل هناك الكثير من الملاحظات والتعليقات حول المشروع والجدوى منه، خصوصاً ما يتعلق منها بحساسية المنطقة التاريخية التي سيقام المشروع عليها.


سامي مروان مبيض المؤرخ السوري قال "إن المحطة ذات نفسها، لم تُؤجّر بل الأرض المحيطة بها والتابعة لها وهي عبارة عن 5133 متر مربع يتم اشغالها حالياً من قبل مقهى الحجاز وبعض المحلات التجارية القديمة التي سيتم إزالتها من أجل إقامة فندق من فئة الخمس نجوم.


وأضاف مبيض في منشور على الفيس بوك رصدته وكالة "آسيا" أنّ هذا المشروع مؤذي بصرياً ولا داعي له كون المنطقة الواقعة بين البرامكة وشارع النصر مكتظة جداً وتعاني من أزمة سير خانقة، وهي ليست مؤهلة لاستيعاب فندق كبير بهذا الحجم.


كما لفت مبيض إلى أنه لا يجوز بناء فندق كبير بجانب معلم تاريخي مثل محطة الحجاز، لأنه سيطغى على المحطة وسيشّوه المنظر العام في المنطقة، تماماً كما فعل فندق "فورسيزنز" قبل عدة سنوات لأنه لا يشبه الطراز المعماري لمدينة دمشق ولا يمت لهويتها بصلة. من الممكن أن يكون فندق الحجاز المقبل فندقاً صغيرا أو متوسط الحجم، يشبه محطة الحجاز بأناقته، وليس عبارة عن 12 طابق.


وتساءل مبيض في منشوره هل نحن حقاً بحاجة إلى فندق كبير من هذا الحجم في دمشق؟ نحن لا نرى إلا فنادق خمس نجوم: الشيراتون، الفور سيزنز، الداماروز. لمن كل هذه الفنادق؟ لأولاد البلد الذين صار راتبهم الشهري يساوي العشر دولارات فقط؟ أم للسياح القادمين من أقاصي المعمورة؟


من جهته يرى الخبير المعماري رائد عباس في حديثه لوكالة "آسيا" "أنّ المشروع ليس جديداً وقد طرح مسبقاً عام 2005 وتم أخذ رأي شركة هندسية لبنانية، ومعها خبير بريطاني قال إن هذه المنقطة غير مؤهلة لمشروع ضخم من هذا الحجم".


واقترح عباس بدلاً من إقامة فندق خمس نجوم، إجراء صيانة كاملة لمبنى محطة الحجاز، وإزالة كافة العشوائيات المنتشرة حوله، وتحسين المنطقة بما يحافظ على وجها الحضاري والتاريخي.


يذكر أن محطة الحجاز كانت مقراً لأفخم فنادق دمشق، منها فيكتوريا و "اوريانت بالاس" المقابل لمحطة الحجاز ولكنها شوهت كلياً عبر التخطيط العشوائي لمدينة دمشق، وباتت اليوم مقراً لفنادق النصف نجمة، وليس فيها أي مكان أنيق أو محترم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7