تواصل قوات الجيش السوري عمليات تمشيط البادية الواقعة ضمن مثلث أرياف "حماة - حمص - الرقة"، بعد الهجوم الذي شنته خلية تابعة لـ "تنظيم داعش"، يوم الأربعاء على نقاط للجيش السوري في منطقتي "عقيربات - الرويضة"، بريف حماة الشرقي.
تقول مصادر ميدانية أن النقطة التي انطلقت منها خلايا تنظيم داعش في هجومها الذي أفضى إلى مقتل 21 عنصراً من التنظيم، قد تكون من "جبال البلعاس"، ذات الطبيعة الجغرافية القاسية، الأمر الذي يرجح أن المغر والكهوف التي تنتشر في هذه الجبال قد تحولت إلى مقار دائمة لعناصر من التنظيم مازالوا ينتشرون بشكل خلايا متباعدة ضمن البادية السورية التي تشهد بين الحين والآخر عمليات هجومية لخلايا "داعش"، دون إمكانية السيطرة على أي من نقاط الجيش السوري.
يوضح مصدر ميداني سوري أن هجمات التنظيم لا تكون بهدف السيطرة بقدرما تكون بحثا عن الحصول على الذخائر من نقاط الجيش السوري، فمسألة السيطرة والتمركز في أي من النقاط السورية في عمق البادية تعتبر عملية انتحار مجاني لأي خلية تحاول ذلك، إذ غالبا ما يتدخل الطيران الحربي سريعا في العمليات الدفاعية السورية في البادية والتي سرعان ما تتحول إلى عملية هجومية لملاحقة الخلايا التابعة للتنظيم.
أخطر تواجد لـ "داعش"، في البادية السورية يقع ضمن منطقة خفض التصعيد المحيطة ببلدة التنف والتي تعرف بمنطقة الـ 55 كم، والتي تحيط بالقاعدة غير الشرعية للقوات الأمريكية على المعبر الحدودي مع العراق في منطقة التنف، وتعمل هذه الخلايا على مهاجمة القوافل التجارية أو نقاط للجيش السوري للحصول على الأسلحة والذخائر والمواد الغذائية بعد تحولها للعمل ضمن منظومة "حرب العصابات"، نتيجة لخسارة التنظيم لهكليته القتالية منذ نحو سنتين بعد سيطرة الجيش السوري على النقاط التي كان يتمركز فيها ضمن البادية ومناطق غرب الفرات من ريف محافظتي الرقة ودير الزور.
تقلل المصادر الميدانية من الخطر الذي تشكله هذه الخلايا على سلامة النقل عبر الطرقات الحيوية كـ "حمص - تدمر - دير الزور"، أو "حمص - الرقة"، كما تؤكد أن الهجمات التي قد يشنها التنظيم مستقبلاً على بعد سيطرة الجيش السوري على النقاط التي كان يتمركز فيها ضمن البادية لن تكون مختلفة عن الهجمات التي شنها، ونتيجة لتحصين النقاط السورية وتعزيزها بعدد كاف من العناصر والعتاد، فإن إمكانية خسارة أو تهديد المناطق الكبرى كـ "تدمر - السخنة - عقيربات"، مستبعدة، لأسباب من أبرزها قلة عدد عناصر التنظيم، واعتمادهم على السيارات الرباعية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة في تنفيذ الهجمات.
يذكر أن مناطق البادية السورية كانت قد شهدت أكثر من عملية تمشيط خلال الصيف الماضي، خاصة في محيط منطقة الـ 55 كم، ومحيط "جبل البشري"، بريف دير الزور الغربي، ومحيط طريق "الطبقة - السخنة".