ذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يواجه واقعًا سياسيًا مختلفًا عن توقعاته، وذلك في ظل أدائه في مواجهة تفشي فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية التي تبعته، إلى جانب الاحتجاجات ضد العنصرية إثر مقتل المواطن الأميركي من ذوي البشرة السوداء، جورج فلويد، على أيدي شرطي أبيض. وترجح التوقعات أنه لو جرت انتخابات الرئاسة الأميركية الآن، لخسرها ترامب لصالح منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وأعلنت حملة ترامب الانتخابية، أمس، أن الرئيس الذي يسعى إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض من خلال الفوز بانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، سيستأنف في غضون أسبوعين تجمعّاته الانتخابية التي جمّدها بسبب جائحة كوفيد-19.
وأكّدت الحملة بذلك معلومات، أوردتها مجلة "بوليتيكو"، مفادها أنّ ترامب وفريقه باتا على قناعة بأنّ التظاهرات الضخمة المناهضة للعنصرية، التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة، ستقلّل من شأن الأصوات التي تعتبر استئناف التجمّعات الانتخابية في ظلّ تفشّي فيروس كورونا المستجدّ أمراً سابقاً لأوانه. إلا أنّ مكان انعقاد هذه التجمّعات والشروط التي ستحكم عملية تنظيمها، ولا سيّما الصحيّة منها، لا تزال غامضة.
وبرزت الأزمات في الولايات المتحدة في استطلاع نشرته شبكة "سي.إن.إن."، وأظهر تفوق بايدن على ترامب بواقع 55% مقابل 41% فيما لو جرت انتخابات الرئاسة الآن. وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن استطلاعات داخلية لدى ترامب على أن وضعه ليس جيدًا، وأن مستشاريه يدرسون إمكانية أن يلقي خطابًا للأمة في محاولة لتغيير الاتجاه لدى الرأي العام.
ويخشى مؤيدو ترامب من أنه نجح في تحقيق ما لم ينجح خصمه الديمقراطي بتحقيقه، وهو دبّ الحماسة في أوساط جمهور ناخبي الحزب الديمقراطي، الذي كان متحفظًا تجاه بايدن. ويقدر مستشارو الرئيس، أن تعامله المستهتر مع انتشار الوباء، والثمن الاقتصادي الذي تلا ذلك، حتى قبل مقتل فلويد، قد تسبب بتراجع التأييد له في مناطق مؤيدة له وضرورية من أجل ضمان فوزه بولاية رئاسية ثانية.
وتسبب الوباء بتجميد حملة ترامب الانتخابية والمهرجانات، لكن الأمر الذي من شأنه زيادة المصاعب أمامه، هو أن الوباء أوقف تبرعات الأثرياء بالأموال لحملة ترامب.
وقال ستة أشخاص ضالعين في الحملة، في الماضي والحاضر، وطلبوا عدم ذكر هويتهم، إن الاستطلاعات الداخلية والمعلنة تظهر تراجعًا ثابتًا في التأييد لترامب بين الناخبين كبار السن، وكذلك في ولايات اعتبرت في الماضي مؤيدة لمعسكر ترامب، وبينها ولايات أوهايو، أريزونا وجورجيا، التي اعتُبرت معقلًا جمهوريًا يصعب التوغل إليه.
وحذر مستشارو ترامب من أن استئناف النقاش في أميركا حول التمييز العنصري، أثار أوساطًا ديمقراطية، خاصة بين السود والشبان، الذين كان استيائهم من هيلاري كلينتون، في انتخابات الرئاسة عام 2016، أحد أسباب فوز ترامب.
وكانت حملة ترامب قد خططت لمهاجمة بايدن، خلال الربيع الحالي، لكن تم إلغاء هذه الإستراتيجية بسبب استفحال وباء كورونا في الولايات المتحدة، ما أدى إلى خيبة أمل مستشاري ترامب من أن الوباء سمح لبايدن بالبقاء خارج عين الجمهور، لأنهم يعتقدون أن بايدن، الذي تصدر عنه زلات لسان تلحق ضررًا به خلال مهرجانات انتخابية.
وقال مسؤول الإعلام في حملة ترامب الانتخابية، تيم مورتاغ، إن "الكثير من الأمريكيين يعرفون من هو جو بايدن، لكنهم لا يعرفونه حق المعرفة، ومهمتنا هي تعريف الناخبين من هو جو بايدن الحقيقي. فقد وقف إلى جانب المشاغبين، وبالكاد تطرق إلى العنف الحاصل. والأمريكيين الأفارقة أيضًا يهمهم الأمن المجتمعي".
من جانبه، قال المتحدث باسم حملة بايدن، تي.جي. داكلو، إن "جملة ترامب والمتبرعين استثمروا قرابة 20 مليون دولار من أجل مهاجمة بايدن منذ الأول من نيسان/أبريل، ورغم ذلك هم يرون أن ترامب يخسر بشكل متواصل في الاستطلاعات".
وفيما يطالب ترامب حملته بالاستعداد لتنظيم مهرجانات انتخابية في الصيف، يحذر مستشاروه من خطورة امتلاء قاعات بالمؤيدين، لأن من شأن ذلك أن يشكل ارضًا خصبة لتغطية إعلامية سلبية في حال تبين حدوث انتشار لكورونا من جراء المشاركة في مهرجانات كهذه. إلى جانب ذلك، فإن مشاركة حشود كبيرة في مهرجانات كهذه ليست مؤكدة قبل تطوير لقاح ضد الفيروس.
المصدر: https://www.marketwatch.com/…/biden-takes-14-point-lead-ove…