لا تباعد جسماني. لا كمامات. لا تعقيم في جامعة دمشق بعد عودة الامتحانات إليها. وما يَحدث من اكتظاظ بشري على مدخل الجامعة ومدخل القاعات الامتحانية يُوحي للناظر وكأنّ الحياة في سورية تُعاش بالزمن السابق لانتشار كورونا (كوفيد19).
ما يَحدث في جامعة دمشق بعد رفع الحجر وعودة الطلاب لتقديم امتحاناتهم مختلف تماماً عن ما ظهر على شاشات التلفزة السورية. التي عرضت كيف يتم التعقيم والتباعد الجسماني والفحص للطلاب الداخلين للجامعة.
يدرس عمار في جامعة دمشق – كلية الحقوق – في السنة الرابعة، ولدى سؤاله عن الإجراءات الوقائية المتبعة أثناء سير العملية الامتحانية قال " في اليوم الأول للامتحانات كان هناك طابور طويل من الطلاب (دون تباعد) ينتظر الفحص قبل دخوله بوابة الجامعة، وبعد الدخول لا يوجد لا تعقيم ولا شيء أخر".
ويشرح عمار أنّه في الأيام التالية دخلوا وخرجوا من الامتحانات وسط ازدحام شديد دون وجود أية إجراءات وقائية. مع العلم أنّ من بين التعليمات الوقائية أن يلبس كل الطلاب الكفوف والكمامات. لكن من النادر رؤية من يلتزم بتلك التعليمات.
في حين أجابت نور طالبة هندسة مدنية باستهجان لدى سؤالها عن تلك الإجراءات. تقول " يكفي استخفاف وتلاعب بعقول الناس، فما ظهر على الاعلام من تنظيم وتعقيم وفحص لا يمت للواقع بصلة، حيث لا يوجد أيّة إجراءات وقائية".
وعلق أحد الطلاب (رفض ذكر اسمه) بأنّ رئيس الجامعة قال للطلاب ضعوا الكمامة دقيقتين فقط. حيث كان هناك جولة لوزير التعليم لتفقد سير العملية الامتحانية وإجراءات التعقيم.
وبجولة داخل أورقة جامعة دمشق يمكن ملاحظة أنّ من يضع كمامة من بين الطلاب والكادر الإداري والتدريسي يُعد على أصابع اليد الواحدة.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام ابراهيم أكد قُبيل انطلاق الامتحانات على الجانب التعليمي والجانب الصحي للآلية التنفيذية التي وضعتها الوزارة لعودة الطلاب إلى الجامعات والمعاهد، والتي تمت الموافقة عليها من قبل الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا في مجلس الوزراء، وتحقيق شروط السلامة الصحية من حيث التباعد بين الطلاب، وتقسيم الطلاب إلى فئات، وعدم وجود الازدحام والتجمعات وإغلاق جميع الندوات.
وخلال جولة الوزير على الكليات لتفقد تلك الإجراءات، لم يرتدي لا كمامة ولا كفوف، فكيف يطلب من الطلاب الالتزام بالإجراءات التي لم يلتزم بها الوزير، من ثم كان الأجدى بالوزير ارتداء الكمامة كي يقتدي به الطلاب لكنه لم يفعلها.
أحد دكاترة كلية التربية بجامعة دمشق قال لوكالة "آسيا" " أُحذر من تفشي الوباء، بدأت العدوى بالمخالطة من الزحمة في وسائط النقل، وأبواب الكليات في الجامعات بشكل لا يتصوره العقل".
يذكر أنّ الفريق الحكومي المعني بالتصدي لوباء كورونا قرر بتاريخ 31 أيار /مايو إعادة الدوام في المؤسسات الحكومية ومنها الجامعات العامة والخاصة التي تشهد اليوم امتحانات في كافة الكليات والمعاهد في كل جامعات سورية، وذلك بعد تسجيل نسبة شبه معدومة من الإصابات المحلية، وتأكيد منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس ليس موسمياً، وقيام العديد من الدول التي انتشر فيها الفيروس بتخفيف إجراءاتها الوقائية.