قسد..انتصارات الوهم

محمود عبد اللطيف - وكالة انباء اسيا

2020.06.06 - 09:03
Facebook Share
طباعة

 أطلقت "قسد"، قبل أيام حملة عسكرية تحت مسمى "ردع الإرهاب"، وبحسب البيان الرسمي لـ "قسد"، فإن ستة آلاف مقاتل منها شاركوا في العملية التي استهدفت خلايا تنظيم "داعش"، في المناطق الواقعة جنوب محافظة الحسكة وشمال وشرق محافظة دير الزور وصولاً إلى الشريط الحدودي مع العراق، وبحسب مصادر خاصة بـ "وكالة أنباء آسيا"، فإن الحملة العسكرية التي وصفها القائد العام لـ "قسد"، المدعو "مظلوم عبدي"، بأنها حققت سلسلة انتصارات ضد "داعش"، كانت عبارة عن حملة مداهمات لعدد كبير من القرى الواقعة جنوب شرق محافظة الحسكة، وصولاً إلى شمال بلدة "باغوز فوقاني"، بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، واعتقلت فيها "قسد"، 15 مدنياً بتهمة موالاة أو الانتماء لتنظيم "داعش".
الحملة التي تتزامن مع انتشار حالة من التوتر اﻷمني في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، بسبب المظاهرات التي خرجت ضدها في مدينة "البصيرة"، بالريف الشمالي لمحافظة دير الزور، ومدينة "الشدادي"، والقرى التابعة لها في محافظة الحسكة، لم تكن عسكرية بالمطلق، بل كانت ذات طابع أمني لم تشتبك فيها المجموعات التابعة لـ "قسد"، مع أي طرف خلال تنفيذ عمليات المداهمة التي أفضت لاعتقال من اعتقلتهم من المدنيين، وتؤكد مصادر أهلية متعددة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن كل المناطق التي تم مداهمتها لم يكن يتواجد فيها أي خلية لـ "تنظيم داعش"، فالأخير يعتمد على المغر والكهوف الموجودة في مناطق الحماد والبادية السورية ليتمركز فيها، كما إنه يعتمد على خلايا يتنشر أفرادها بين المدنيين بشكل متباعد ولا يحدث أي تواصل مباشر بين أفرادها قبل تنفيذ المهمات الموكلة إليهم، والتي غالبا ما تكون عبارة عن هجمات موضعية ضد حواجز ونقاط "قسد"، الأمنية، إضافة لتنفيذ عمليات تفجير عبر العبوات الناسفة والدراجات النارية المفخخة، ولا يمتلك التنظيم بشكل معلن أي نقطة أو تشكيل عسكري حالياً.
الهدف من الحملة التي أعلنت "قسد"، عبر وسائل إعلامها والمعرفات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي لقياداتها، لا تحمل طابع الجدية في القضاء على خلايا التنظيم، بل الذهاب نحو تحقيق مكاسب سياسية من خلال استمرار استجرار السلاح والذخائر من التحالف اﻷمريكي من جهة، والذهاب نحو تجديد الحديث عن خطر تنظيم "داعش"، بما يبقي "قوات سورية الديمقراطية"، ذمن دائرة الضوء الأمريكي لأطول فترة ممكن، كما إن الحديث عن وجود تنظيم "داعش"، واستمرارية خطره يعطي الإدارة الأمريكية حجة في الإبقاء على وجود قواتها غير الشرعي داخل الأراضي السورية، ما يحقق استمرارية لسرقة النفط السوري وخلق هوامش لمحاربة الوجود الإيرانية في سورية، وهو هدف لا تخجل واشنطن من التأكيد عليه في مناسبات عدة.
إن الحملة التي أطلقتها "قسد"، لم تصرف على الأرض بشكل فعلي إلا من خلال اعتقال بعض المدنيين، الأمر الذي انعكس على واقع المظاهرات التي خرجت في مناطق عدة تخضع لسيطرة "قسد"، للمطالبة بتحسين الاوضاع المعاشية وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة السورية، فما إن زادت "قسد"، من حملات المداهمة حتى عاد الهدوء وإن بشكل حذر إلى المناطق التي انتفضت، بالتالي فإن "قسد"، حققت انتصاراً أمنياً على المدنيين الذين بدؤوا يطالبون بخروجها من مناطقهم، ليبقى الخوف سيد الموقف في المناطق التي تعيش فيها العشائر العربية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7