السلاح، علاج كيماوي للسرطان "الإسرائيلي" أم تهديد للبنانيين

خاص - وكالة أنباء آسيا

2020.06.06 - 11:15
Facebook Share
طباعة

 
يشهد لبنان تطورات حاسمة في الشارع، يشغل رأس حربتها على الأقل ظاهرياً في الإعلام حزب الكتائب اللبنانية، من خلال إجهاره بدعوة للتظاهر من أجل المطالبة بنزع سلاح الحزب، يأتي هذا الحراك أيضاً باشتراك من حزب سبعة، وناشطين آخرين من عدة أحزاب، لكنهم سيشاركون بغير صفاتهم الرسمية، كون أحزابهم لم تعلن أي دعوات للتظاهر وفي ذات الوقت لم تمنعها بالنسبة لمؤيديها.
حزب القوات لم يخفِ دعمه لهذا التحرك، لكنه أكد في ذات الوقت أنه لم ينسق مع الكتائب وحزب سبعة وباقي الناشطين، واضاف الحزب أنه أبلغ محازبيه ان لا دعوة رسمية من قبل قيادته للمشاركة ولا الحزب من بين المشاركين او المنظمين، كما أن القوات غير معني بالدعوة لهذا التحرك.
إعادة إحياء ثورة 17 تشرين، لن تعتمد هذه المرة على المطالب المعيشية المحقة لكل اللبنانيين بمختلف طوائفهم، لأنها هذه المرة ستتخذ شكلاً سياسياً صرفاً، يتركز على سلاح لدى حزب وسحبه ليكون فقط بيد الجيش اللبناني.
الانقسام الذي لا يفارق المجتمع اللبناني كسمة ثابتة، بات أكثر وضوحاً بسبب هذه الدعوة، وسائل التواصل الاجتماعي شهدت جدالاً وسجالاً وشتائم بين مناصري الحراك وبين مناصري الحزب.
فيما تنقل المعلومات بان الحزب أبلغ مناصريه ومحازبيه عدم النزول إلى الشارع أو حتى اعتراض هؤلاء الذين سيتظاهرون ضد سلاحه، منعاً لأي صدام وفتنة، وسداً للثغرات التي يمكن أن يدخل منها عملاء الاستخبارات لإثارة اي فتنة تؤدي إلى كارثة.
ليبقى الغليان حالياً مقتصراً على وسائل التواصل الاجتماعي، اكثر منه على الإسفلت الذي ينتظر توافد المتظاهرين إليه.
فيما يتساءل مصدر مقرب من الحزب فضل عدم الكشف عن اسمه قائلاً: اليس غريباً أن تتزامن المطالبات بضبط الحدود مع سورية مع قانون قيصر والدعوات لتظاهرات بمطلب سياسي موجه ضد الحزب؟ أليست كل تلك المحطات مترابطة وتنذر بمشروع دولي للبناني وهو قطعاً مرتبط بسورية ايضاً وفق قوله.
بدوره قال الصحفي اللبناني خضر عواركة : الامر الطبيعي ان لا يحمل السلاح الا الجيش وخصوصا السلاح الثقيل، هذا في الحالة الطبيعية، لكن منذ عقود هناك قرار دولي بأن لا يملك لبنان اي قوة تجعل منه نداً لاسرائيل.
ويضيف عواركة في مقاله الأخير قائلاً: المطلوب مؤتمر وطني يخرج بقانون دفاع يدمج المقاومة بالجيش بما يترك هامش حركة للطرفين ويطمئن كل اللبنانيين الى ان السلاح ليس ملكا لفئة بل لكل لبنان، المطلوب الاتفاق على ان لبنان وطن موحد للجميع وان الافكار التقسيمية هي استعادة لمآسي سبق ودفعنا ثمنها ويجب ان تنتهي، والمطلوب أيضاً ان يهيمن الدستور المدعوم من الشعب على القوات المسلحة ويعطيها الضوء الاخضر كي تتحول الى قوة يخشاها العدو ويفرح بها الصديق وعندها، حتى من يحمل السلاح سيضع كل ما يملك بتصرف الجيش الذي لا تؤثر بقراره لا اميركا ولا الطوائف.
ويختم عواركة مقاله بعد سرد لتاريخ لبنان وجيشه منذ تشكيله: في بلد هذا تاريخه السلاح ليس سوى علاجا كيميائيا لحماية الجسم من سرطان اسرائيل . والكيميائي له مضار وله منافع، واحيانا منافعه اكثر من مضاره وفي احيان اخرى يكون مميتا، من بجانبه سرطان اسرائيلي لا تطالبه بوقف العلاج.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2