تستمر حركة الاحتجاجات في العديد من المناطق اللبنانية، رفضاً للواقع المعيشي السيء، حيث لم تهدأ المظاهرات والاحتجاجات في طرابلس وصيدا وبعض مناطق بيروت، فيما انطلقت بعض المواكب السيارة من بيروت باتجاه طرابلس تضامناً في الاحتجاجات بين المناطق.
التدهور الأمني كان قد وصل إلى مراحل خطيرة، تمثلت بالتعرض لدوريات الجيش والأمن في طرابلس، فيما قالت بعض القوى السياسية التي تُتهم بأنها تقف وراء ركوب موجة الاحتجاجات والتسبب في التصعيد بأن هناك مندسين يسعون لتفجير الوضع في البلاد وفق ادعائهم.
النائب بهية الحريري رئيسة كتلة المستقبل النيابية قالت بأن هناك جهات تقف وراء إرسال المندسين إلى المظاهرات، فيما لا زال الحزب التقدمي الاشتراكي يحاول لملمة فضيحة أحد مسؤوليه في راشيا التي كانت على شكل تسريب صوتي له، يدعو فيها المحازبين للاندساس في التظاهرات وتصعيد الأوضاع الأمنية.
فيما فتح هذا المشهد شهية المحللين والمراقبين في لبنان، للتكهن بما ستؤول إليه الأمور، حيث يرى البعض أن الوضع ذاهب للجمود السياسي حيث تسعى قوى 14 آذار لإفشال عهد الرئيس ميشال عون من خلال إفشال حكومة حسان دياب، والعودة إلى نقطة الصفر في هندسة احتجاجات تطالب بعودة ممثلي زعماء الطوائف لتشكيل حكومة جديدة مع انتخابات رئاسية جديدة وفق رؤيتهم.
بينما يعتقد آخرون أن الوضع الأمني دقيق للغاية، إذ أن هناك العديد من أجهزة الاستخبارات التي تريد استغلال التظاهرات من خلال تجنيد بعض الشبان مستغلة حاجتهم المادية، لجعلهم أدوات في تصعيد أمني قد يكون مواجهة مع الجيش والأمن اللبنانيين.
من جهته يرى أحد الناشطين أن الاحتجاج والمطالبة بالحقوق يجب أن يكون منطقياً، فالبلد يعيش أزمة اقتصادية تراكمية تعود لعقود وليست منذ تولي حسان دياب زمام الحكومة، وكل من كان من زعماء طوائف وأحزاب يدّعون المعارضة والمثاليات مسؤولون عن هذا الوضع، بالتالي يجب على الأقل إعطاء الحكومة اللبنانية فرصة لتنفيذ خطتها، لا رجم الخطة وهي في مهدها وفق تعبيره