اكتظاظ بشري وكأنه يوم الحشر. أسواق وشوارع ومحلات تعج بالناس. كورونا ليس هنا، ربّما لم يعد السوريين يخشونه. حيث شهدت العاصمة السورية دمشق يوم أمس الاثنين حركة تجوال كثيفة في معظم أسواقها وشوارعها، وكأن الناس في عجلة من أمرها.
في الوقت الذي ما زالت معظم دول العالم تلتزم بالحجر المنزلي، وتتبع الشروط الصحية للوقاية من كورونا، قامت الحكومة السورية وعلى خلاف كل دول العالم، بالسماح بعودة جزيئة للأسواق والمهن والفعاليات، ذلك بهدف تخفيف معاناة المواطن في الحصول على مستلزماته اليومية، فخرج السوريين دفعة واحدة.
تخفيف معاناة لم يرافقه أي التزام بالشروط الصحية، والأمر لا يحتاج لكثير من التدقيق، فخلال جولة في معظم أسواق دمشق يتبين حجم الاستهتار وعدم المبالاة بخطورة الفايروس، حيث الناس لا ترتدي الكمامات ولا الكفوف إلا فيما ندر، ناهيك عن التقارب الاجتماعي.
صاحب أحد المحال في سوق الحريقة بدمشق محمد فتية قال لوكالة "آسيا" "إن أغلب الزبائن الذي دخلوا محله، لم أشاهد أحداً منهم يرتدي كمامة". مضيفاً أن التباعد الاجتماعي لم يترسخ بعد في ثقافة السوريين، الذين ما زالوا يتعاملوا مع موضوع الفايروس بمقولة" الله الحامي".
يبدو أن ثقة مجلس الوزراء بوعي المواطنين ليست في مكانها، فالمجلس الذي وضع ثقته بالمواطنين لم يقم بأي شيء عملي تجاه تعزيز تلك الثقة، سوى تجوال عناصر من شرطة المحافظة في بعض الأسواق وبدون كمامات لحث الناس على عدم التجمع وارتداء الكمامات.
ورغم أن سورية لم تتجاوز حتى اللحظة خطر تفشي الفيروس في ظل تصاعد الإصابات على المستويين الإقليمي والدولي، وحتى المحلي، حيث ارتفعت الإصابات في سورية خلال اليومين الماضيين إلى 39 إصابة عبر تصاعد حسابي بطيء حتى اللحظة وفقاً للتصريحات الحكومية.
يقول الدكتور جمال شاهين أخصائي أمراض سارية ومعدية لوكالة "آسيا" إن سورية لم تخرج من دائرة الخطر حتى اليوم، ويجب على الناس التزام الحجر الذاتي رغم السماح بفتح الأسواق، وكذلك اتخاذ أعلى درجات النظافة الشخصية والتعقيم".
ويشير الدكتور شاهين إلى أن انخفاض نسبة الإصابات في سورية لا يعني عدم تواجد أناس حاملة للفايروس ويمكن لها أن تصيب أصحاء أخرين.
يبقى الأمان الوحيد هو الالتزام الطوعي بالبقاء في المنزل حتى مع غياب الإجراءات الاحترازية، وتبقى سورية الدولة الوحيدة في العالم التي اتخذت اجراءات صارمة قبل بدء المرض، ومع بدء المرض بالانتشار خففت هذه الإجراءات
ويذكر أن عدد الأشخاص الموجودين في مراكز الحجر الصحي من 5/2 ولغاية 20/4 بلغ 2336 تخرج منها 1995 وما زال هناك 341 شخصاً، وذلك حسب المكتب الصحفي لوزارة الصحة.