سجلت فرنسا أول حالتين مؤكّدتين بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) منذ أكثر من عشر سنوات، بعد رحلة لمسافرين زاروا شبه الجزيرة العربية ما رفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى أربع حالات، بينها وفاة واحدة.
حتى 21 ديسمبر ، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 19 إصابة مؤكدة بالفيروس عالمياً، منها 17 في السعودية مع تسجيل أربع وفيات، ما يبرز استمرار تهديد الفيروس في مناطق محددة رغم انخفاض قدرة انتشاره بين البشر وتظهر التحليلات الجينية أن السلالتين الفرنسيتين تطابقان سلالات شبه الجزيرة العربية، هذا يؤكد الروابط المباشرة مع مصادر العدوى التقليدية.
رداً على الحالات، بدأت السلطات الفرنسية بتتبع المخالطين البالغ عددهم 34 شخصاً دون تسجيل أي إصابات ثانوية حتى الآن وتؤكد المراكز الأوروبية لمكافحة الأمراض أن خطر الانتشار الواسع منخفض جداً، لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من احتمالية تأخر التشخيص بسبب تشابه الأعراض مع أمراض تنفسية أخرى، ما قد يسمح بانتقال خفي للفيروس.
تنصح المنظمة بتشديد الرقابة الصحية، الإخطار الفوري بالحالات المشتبه فيها وتطبيق إجراءات وقائية صارمة في مرافق الرعاية الصحية كما تحذر من التعامل المباشر مع الإبل أو المنتجات النيئة المرتبطة بها، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في ظل معرفة الفيروس بارتفاع معدل الوفيات الذي يقارب 37% في الحالات الشديدة.
في سياق متصل، اكتشف علماء برازيليون فيروس كورونا جديداً ينقله الخفافيش، ويظهر أوجه تشابه مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لكن تأثيره على البشر غير واضح.
وتبرز هذه التطورات الحاجة الملحة للترصد المستمر وتعزيز إجراءات الوقاية بعد الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19.