تستعد دمشق القديمة للاحتفال بعيد الميلاد وسط أجواء مختلطة بين البهجة والقلق حيث تشدد السلطات الإجراءات الأمنية حول الكنائس والمناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان وتزداد المخاوف لدى الأقلية المسيحية بعد تفجيرات سابقة استهدفت أماكن العبادة ما دفع السلطات إلى تعزيز التدابير الاحترازية بالتعاون مع لجان محلية.
تنشر قوات الأمن الداخلي دوريات مكثفة بينما تتولى لجان محلية حماية الكنائس والتنسيق مع عناصر الأمن لتفتيش المارة والتأكد من عدم وجود تهديدات ويشرف أحد مسؤولي اللجنة المحلية على انتشار شباب مسيحيين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أجهزة لاسلكية لمراقبة الأحياء وحماية الاحتفالات مع محاولة ضمان سلامة المحتفلين والمصلين مع الإجراءات يشعر الناس بأمان أكبر.
أما في باحة المطرانية يتجول السكان والزوار في سوق ميلادي بينما تضفي أشجار الكريسماس والكرات الملونة أجواء احتفالية على المكان ويذكر أن عدد المسيحيين في سوريا تراجع من نحو مليون قبل 2011 إلى أقل من 300 ألف بعد موجات النزوح والهجرة وفق تقديرات خبراء
المخاوف بعد أعمال عنف طائفية في الساحل السوري والسويداء خلال السنوات الماضية رغم تأكيد السلطات حرصها على حماية جميع المكونات وتشير زائرات الكنائس إلى أن الاحتفالات هذا العام استثنائية بسبب الألم والحزن والإجراءات الأمنية ضرورية لأن الخوف لا يزال حاضرًا.
تشهد الاحتفالات إشرافًا مشتركًا بين قوات الأمن ولجان محلية مثل مجموعات غير مسلحة تولت حماية الكنائس والانتشار في الأحياء المسيحية لضمان عدم حدوث أي خرق أمني وبحسب مسؤول أمني فقد وُضعت خطة تشمل أحياء العاصمة لضمان سلامة الجميع المسيحيين والمسلمين على حد سواء مع تأكيد الدولة على حماية الكنائس وتأمين احتفالات المواطنين.
تظل دمشق القديمة رغم هذه الإجراءات المكثفة مسرحًا للقلق والمخاوف المستمرة حيث يسعى السكان إلى التمتع بالأجواء الميلادية وسط التذكير الدائم بحوادث العنف السابقة مؤكدين أهمية السلامة والأمن في الحفاظ على التعايش والاستقرار في المدينة.