اعتقال يثير الجدل بالقنيطرة

2025.12.21 - 06:18
Facebook Share
طباعة

 شهدت بلدة الرفيد في ريف القنيطرة الجنوبي مؤخرًا عملية اعتقال نفذها الجيش الإسرائيلي، أثارت جدلًا واسعًا حول مصداقية الروايات الرسمية بشأن أسباب الاعتقال وهوية المعتقل.

العملية التي وقعت في 17 من كانون الأول، شملت توغلاً إسرائيليًا عبر البوابة العسكرية من الجهة الغربية للبلدة، وانتشار القوات في شوارع الرفيد وعلى الطريق الرابط بينها وبين قرية الحيران المجاورة، التي تُعد المدخل الشرقي للبلدة.

خلال العملية، اقتحمت القوات الإسرائيلية أحد المنازل وفتشته بشكل دقيق قبل اعتقال شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، يُدعى علي مصعب البشير، بعد شجار وقع بينه وبين أحد الجنود أثناء الاقتحام، ثم اقتيد إلى داخل الجولان المحتل، وسط حالة من الاستغراب والقلق بين أهالي البلدة.


روايتان متناقضتان
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أكد أن العملية نفذتها كتيبة 52 التابعة للواء 474، وأن المشتبه به متورط في أعمال إرهابية ويعمل وفق توجيهات تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفق وصفه. وأوضح أن العملية تمت بمشاركة محققين ميدانيين من “الوحدة 504”، وأنه تم ضبط وسائل قتالية خلال العملية، كما أشاد بانتشار قوات “الفرقة 210” لحماية أمن مواطني إسرائيل وسكان هضبة الجولان.

في المقابل، نفى مصدر محلي صحة الرواية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الشاب المعتقل مدني ويعمل في إحدى المزارع، ولا تربطه أي صلة بالتهم الموجهة إليه. وأوضح أن العملية أثارت استياء الأهالي الذين اعتبروا الاعتقال غير مبرر ويأتي ضمن سلسلة الانتهاكات اليومية التي تشهدها المنطقة.


توغلات متكررة في القنيطرة
عملية الاعتقال الأخيرة تأتي بعد أيام فقط من زيارة وفد لجنة تقصي الحقائق الأممية إلى محافظة القنيطرة في 13 من كانون الأول. وكان الهدف من الزيارة توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون نتيجة التوغلات والاعتقالات الإسرائيلية المتكررة، والتي لا تكاد تخلو منطقة من عمليات اقتحام أو اعتقال يومية.

وخلال زيارتها، التقت اللجنة بالأهالي واستمعت إلى شكاواهم بشأن الانتهاكات التي طالت ممتلكاتهم ومنازلهم وأراضيهم الزراعية، مسجلة الأضرار الناتجة عن التوغلات الإسرائيلية، والتي تشمل تخريب ممتلكات المدنيين وتهديد حياتهم اليومية.

وتشير هذه الحوادث إلى تصاعد التوتر في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث يعيش السكان تحت ضغط دائم نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يخلق حالة من الخوف وعدم اليقين في المناطق الحدودية، ويزيد من إحساس المدنيين بالتهديد المستمر.


ردود فعل محلية
أوضح المصدر المحلي أن الأهالي في الرفيد والحيران يعبرون عن استنكارهم للعمليات العسكرية المستمرة، معتبرين أن الروايات الرسمية غالبًا ما تتناقض مع الواقع الميداني، وتستهدف المدنيين بشكل مباشر أو غير مباشر، ما يثير مخاوفهم بشأن سلامتهم وممتلكاتهم.

تأتي هذه الأحداث في سياق توتر مستمر على الحدود السورية–الإسرائيلية، حيث تشهد المحافظة سلسلة توغلات وعمليات اعتقال يومية، ما يعكس تصاعد الانتهاكات وانعدام الأمان للمدنيين، وتحديًا كبيرًا لجهود المنظمات الأممية في حماية حقوق السكان المحليين وتوثيق الانتهاكات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6