وسط مرحلة حرجة تتشابك فيها التحديات السياسية والأمنية على لبنان، زار رئيس الوزراء الإيرلندي ميخائيل مارتن بيروت للقاء رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا الحكومية، في خطوة توصف بالمهمة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية على البلاد. الاجتماع ركّز على الأوضاع العامة، مع اهتمام خاص بالأوضاع في الجنوب اللبناني وملف قوات اليونيفيل، حيث تُعد إيرلندا من أبرز الدول المساهمة فيها منذ تأسيسها عام 1978، وقدمت عبر عقود جنود وضباط شاركوا في مهمات حفظ السلام، مساهِمين في تثبيت الأمن في المنطقة.
كشفت وسائل إعلام محلية أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين لبنان وإيرلندا، وأكد الطرفان على ضرورة استمرار التعاون ضمن إطار اليونيفيل لضمان استقرار الجنوب وعدم توسع رقعة المواجهات على طول الحدود الجنوبية وبحسب المصادر، فقد بحث الجانبان الوسائل العملية لدعم الجنود في تأدية مهامهم، وتأمين المرافق اللوجستية والطبية لهم، مع إبراز دور إيرلندا في تعزيز فعالية اليونيفيل بما يخدم السكان المحليين.
كما نوقشت آليات التنسيق بين لبنان ودول الاتحاد الأوروبي لضمان مساعدة لبنان في مرحلة حساسة تتطلب حلولاً سريعة وفعالة، مع الإشارة إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان، والتي تجعل من تعزيز استقرار الجنوب ضرورة أساسية لمنع تفاقم الأزمات الداخلية وتأثيرها على الأمن الوطني.
وأكد اللقاء أهمية متابعة التدابير الأمنية واللوجستية الخاصة بالقوات العاملة ضمن اليونيفيل، وتطوير التعاون بين لبنان وإيرلندا على صعيد التدريب والدعم الفني، لضمان جاهزية القوات لمواجهة أي تهديد محتمل كما ناقش الطرفان سبل تعزيز الشفافية والإشراف على عمليات اليونيفيل بما يحقق الأمان للمواطنين ويقوي ثقة المجتمع الدولي بالدور اللبناني في إدارة الملف الأمني الحدودي.
ايضاً ذكرت المصادر أن مارتن شدد على التزام بلاده بالدعم المستمر للجنود في الجنوب، مع مواصلة التنسيق مع السلطات اللبنانية في سبيل تثبيت الاستقرار ومنع أي توترات قد تضر بالمجتمع المحلي. وبالمقابل، أشار سلام إلى حرص الحكومة اللبنانية على توفير كل التسهيلات والإمكانات اللازمة للقوات الدولية العاملة على الأراضي اللبنانية وإبراز قدرة الدولة على التعاون الدولي المسؤول ضمن الإطار القانوني والسياسي اللبناني.