القاهرة والجزائر تعززان التنسيق الإقليمي وترفضان التدخل في شؤون إفريقيا

2025.12.19 - 02:21
Facebook Share
طباعة

في سياق تنسيق سياسي متصاعد، أعلنت مصر والجزائر موقفاً مشتركاً رافضاً لأي تدخلات خارجية في شؤون الدول الإفريقية خلال لقاء جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الجزائري أحمد عطاف، على هامش المنتدى الوزاري الثاني للشراكة الروسية–الإفريقية الذي استضافته القاهرة.

اللقاء عكس تقارباً واضحاً في الرؤى بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية، مع تركيز خاص على القارة الإفريقية باعتبارها ساحة تشهد تنافساً دولياً متزايداً وبحسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلاف، شدد الوزيران على أن احترام سيادة الدول الإفريقية ووحدة أراضيها يمثل أساساً لا يمكن تجاوزه.

على الصعيد الثنائي، ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات المصرية–الجزائرية، في ضوء مخرجات الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التي انعقدت بالقاهرة في نوفمبر 2025، وأسفرت عن توقيع 18 وثيقة تعاون شملت مجالات سياسية واقتصادية واستثمارية، إلى جانب عقد منتدى اقتصادي واجتماع لمجلس رجال الأعمال. من جانبه، أكد عبد العاطي حرص القاهرة على متابعة تنفيذ هذه المخرجات، بما يعكس الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أوسع.

إقليمياً، تبادل الوزيران التقديرات حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير المصري الجهود الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامته مع التشديد على أهمية تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتهيئة الظروف للتعافي المبكر وإعادة الإعمار مع رفض أي إجراءات تمس وحدة الأراضي الفلسطينية أو تستهدف تصفية القضية.

تطرق اللقاء إلى مستجدات الأزمة الليبية، حيث أكد الجانبان دعمهما للمسار الليبي–الليبي، وأهمية تفعيل الآلية الثلاثية بين مصر والجزائر وتونس، بهدف توحيد المؤسسات وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة وتهيئة المناخ لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، يضمن استعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة ليبيا.

وفي الشأن الإفريقي الأوسع، شدد الوزيران على ضرورة تعزيز التنسيق داخل الأطر القارية، والعمل المشترك لدعم مشروعات تنموية تخدم مصالح الشعوب الإفريقية بعيداً عن أي أجندات خارجية وشدد الطرفان أن الحلول الإفريقية تظل الأكثر قدرة على معالجة أزمات القارة، في ظل تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.

اللقاء اختُتم بالتأكيد على استمرار التشاور والتنسيق بين القاهرة والجزائر خلال المرحلة المقبلة، بما يعزز الاستقرار الإقليمي ويعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ودورهما المحوري في دعم العمل العربي والإفريقي المشترك. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10