اجتماع باريس أظهر جدية المجتمع الدولي في دعم الجيش اللبناني وفتح مسارات جديدة لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، جمع اللقاء بين المبعوثين الخاصين من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا وقائد الجيش العماد رودولف هيكل بهدف بحث سبل تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية ومواكبة التحديات الأمنية الراهنة.
خلال الاجتماع، قدم العماد هيكل عرضًا لخطة درع الوطن ومراحل تطبيقها والتي تهدف إلى زيادة جهوزية الجيش وانتشاره بما يضمن تعزيز سلطة الدولة وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية وبيّن البيان المشترك أن المبعوثين أكدوا دعمهم الكامل للجيش وتقديرهم لتضحيات عناصره، مؤكدين التزام بلدانهم بمواصلة مساندة المؤسسة العسكرية بوصفها الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في لبنان.
اتفق المشاركون على إنشاء فريق عمل ثلاثي للتحضير لمؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، المقرر عقده في شباط 2026. جاء هذا التحرك في إطار متابعة فرنسية ودولية مستمرة للوضع الأمني في لبنان، خاصة في جنوب البلاد حيث أكدت باريس أن تطبيق وقف إطلاق النار بكامل بنوده يمثل أولوية قصوى، بما في ذلك حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية.
من المتوقع أن يشكل المؤتمر الدولي محطة أساسية لتأمين دعم مالي ولوجستي يعزز قدرات الجيش ودوره في تثبيت الاستقرار، وتأكيد مرجعية الدولة اللبنانية في الملفات الأمنية الحساسة. ويهدف الاجتماع إلى تقديم الغطاء الدولي لأي خطوات ميدانية يقوم بها الجيش على الأرض مع الاستفادة من الزخم السياسي المصاحب للمؤتمر لإعادة وضع دعم الجيش على صدارة الأولويات الدولية.
تعزيز الجيش اللبناني يعد جزءًا من استراتيجية شاملة لتثبيت الأمن الداخلي ومنع أي فراغ أمني في المناطق الحدودية وخلق حالة من التوازن في الملفات الأمنية.
ويأتي هذا التأكيد في وقت يزداد فيه التركيز الدولي على تثبيت الأمن والاستقرار وتوفير غطاء قانوني وسياسي لأي جهود لبنانية تهدف إلى تعزيز سلطة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
يُتوقع أن يسهم الاجتماع في تنسيق الدعم المالي والتقني للجيش اللبناني، بما يمكنه من مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة كما يشدد البيان على أن الجيش هو الركيزة الأساسية لأي حل سياسي واستراتيجي في البلاد، ما يجعل دوره حاسمًا في حماية الدولة والمواطنين وتثبيت الأمن على جميع المستويات.