شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، غارات جوية استهدفت مناطق انتشار جيش الاحتلال شرقي مدينتي رفح وخان يونس، جنوبي قطاع غزة، في استمرار واضح لخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد مراسل الجزيرة في وقت لاحق بتجدد القصف الجوي، إلى جانب إطلاق نار مكثف من مروحيات إسرائيلية على مناطق انتشار الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة خان يونس، ما أدى إلى حالة من التوتر والخوف بين السكان في المناطق المجاورة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من خلال القصف المتكرر لمواقع داخل مناطق انتشار الجيش وخارجها، في وقت يعاني فيه سكان القطاع من ظروف إنسانية قاسية بسبب شتاء شديد البرودة، لا تخفف من حدته المساعدات الإنسانية التي يقيّد الاحتلال دخولها.
11 مصابا في مدينة غزة
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بإصابة 11 فلسطينيا بجروح متفاوتة، جراء غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في مدينة غزة، وهي منطقة سبق أن انسحب منها جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت مصادر طبية وصول 11 مصابا إلى مستشفيات القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي، بينما أوضح شهود عيان أن قذيفة مدفعية سقطت وسط تجمع للمواطنين في منطقة السامر بمدينة غزة، ما تسبب بحالة من الذعر والإصابات.
من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن إطلاق النار في غزة ناتج عن قذيفة مدفعية أخطأت هدفها لمسافة تقدر بنحو أربعة كيلومترات.
وتقع المنطقة التي تعرضت للقصف ضمن المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي وفق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على الشريطين الجنوبي والشرقي من قطاع غزة، إضافة إلى أجزاء واسعة من شمال القطاع، مواصلا احتلال ما يقارب 60% من مساحته الإجمالية.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن إسرائيل ارتكبت حتى يوم الخميس الماضي مئات الخروقات، وأسفرت هذه الانتهاكات عن مقتل 394 فلسطينيا، وفقا لمصادر رسمية في قطاع غزة.
وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اندلعت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، أكثر من 70 ألف شهيد، وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع طال مختلف مناطق القطاع.