إسرائيل تضغط عسكرياً وسياسياً على الحكومة السورية

2025.12.18 - 07:54
Facebook Share
طباعة

 أكد وزير الخارجية الإسرائيلي غيديون ساعر سعي بلاده للتوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا، مشدّدًا على أن إسرائيل لا تطمح لتوسيع أراضيها أو فرض سيطرة على الأراضي السورية. وجاءت تصريحات ساعر خلال مقابلة مع قناة العربية الإنجليزية، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة.

وأوضح ساعر أن الهدف الرئيسي لإسرائيل هو ضمان الأمن على حدودها الشمالية، محاولاً تقديم صورة للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، لكنه في الوقت ذاته لم يُخفِ أن إسرائيل استمرت في تحركاتها العسكرية على الأرض السورية، الأمر الذي يثير مخاوف دمشق بشأن انتهاك سيادتها.


الملف النووي والإيراني
وحذر ساعر من أن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، معتبرًا أن ذلك يمثل تهديدًا لأمن المنطقة بأكملها وليس لإسرائيل وحدها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل في استهداف المنشآت النووية الإيرانية. هذه التصريحات أثارت انتقادات من العديد من المحللين الذين اعتبروا أن إسرائيل تستغل التهديد الإيراني لتبرير تحركاتها العسكرية في المنطقة، بما في ذلك على الأراضي السورية، مع تجاهل المساعي الدبلوماسية الفعلية لإيجاد حلول سلمية.


المفاوضات السورية الإسرائيلية
وفي سياق موازٍ، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا بأن المفاوضات بين سوريا وإسرائيل قد تشهد عودة في المستقبل القريب، برعاية أمريكية. وأوضح التقرير أن اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك أسفر عن تفاهمات أولية، تعكس رغبة إسرائيلية بالعمل داخل الأراضي السورية والتنسيق مع الحكومة الانتقالية في دمشق، مع إبداء استعداد للتفاوض على اتفاق أمني موسع تحت ضمانة أمريكية.

لكن المصادر السورية لم توضح موقف دمشق النهائي، حيث ترفض الحكومة الانتقالية ضغوط إسرائيل وتتمسك باستعادة الوضع السابق قبل ديسمبر 2024، وإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، الذي وصفه نتنياهو سابقًا بأنه لم يعد قائمًا. كما تبقى شروط إسرائيل المتمثلة في إنشاء مناطق عازلة منزوعة السلاح ورفض الانسحاب من الأراضي التي دخلتها منذ ديسمبر 2024 عائقًا كبيرًا أمام أي اتفاق محتمل.


الدور الأمريكي والضغط الدولي
تسعى الولايات المتحدة من خلال هذا الدور الوسيط لضمان استقرار الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة نحو صراع مسلح واسع أو فوضى أمنية، مع حماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في الشرق الأوسط. في المقابل، يرى مراقبون أن إسرائيل تستغل هذا الدور الأمريكي لتوسيع نفوذها الفعلي على الأرض السورية، من دون تقديم أي ضمانات حقيقية لاحترام سيادة سوريا وحقوق شعبها.


انتقادات وتحليل
رغم التأكيدات الإسرائيلية على عدم وجود "طموحات إقليمية"، تشير التحركات الإسرائيلية الأخيرة على الأرض السورية إلى نمط مستمر من الضغط العسكري والسياسي على سوريا، بما في ذلك التنسيق مع الولايات المتحدة لتفادي أي معارضة دولية حقيقية. كما أن الهجوم المستمر على حزب الله واتهام إيران بالتهديد النووي، بالإضافة إلى رفض التعامل مع الحكومة السورية بشكل متساوٍ، يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإقليمية.

وفي الملف الفلسطيني، تبقى السياسات الإسرائيلية في غزة وفلسطين المحتلة مثار قلق دولي، إذ تشير الأحداث الأخيرة إلى استمرار الممارسات العسكرية والسياسات العقابية ضد المدنيين، ما يضع مصداقية إسرائيل بشأن تأكيداتها حول الاستقرار والأمن الإقليمي تحت المجهر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3