مرفأ بيروت: فصل جديد يكشف أسرار الانفجار.
توجّه القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت اليوم الأربعاء إلى صوفيا عاصمة بلغاريا مرورًا بإسطنبول لاستجواب مالك سفينة روسوس إيغور غريتشوشكين البالغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، الذي نقل شحنة نيترات الأمونيوم التي أدت إلى الكارثة في الرابع من أغسطس 2020 وأسفرت عن وفاة أكثر من 220 شخصًا وإصابة الآلاف بجروح.
وجاءت هذه الخطوة بعد رفض محكمة بلغارية طلب لبنان بتسليمه حيث أصدرت المحكمة الأسبوع الماضي قرارًا بالإفراج عنه رغم صدور نشرة حمراء من الإنتربول وأكدت النيابة العامة أن الرجل مطلوب للسلطات اللبنانية بتهمة إدخال مواد متفجرة إلى لبنان وهو عمل إرهابي تسبب بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
غادر البيطار مطار بيروت بمفرده فيما ستؤمن السفارة اللبنانية في صوفيا مترجمًا وكاتبًا لتسجيل محضر الاستجواب إضافة إلى حضور قضاة بلغاريين الجلسة لضمان الالتزام بالإجراءات القانونية الدولية ومن المتوقع أن يُستجوب غريتشوشكين يوم الخميس وفق مصدر قضائي لوسائل إعلام محلية.
تسعى السلطات اللبنانية من خلال هذا الاستجواب إلى الحصول على إفادة مفصلة حول شحنة نيترات الأمونيوم التي نقلتها السفينة وتحديد الجهة التي أمرت ومولت النقل والتحقق من الوجهة النهائية للشحنة التي بقيت لسنوات في المرفأ.
منذ وقوع الكارثة أظهرت التحقيقات أن الانفجار نتج عن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم في العنبر 12 دون اتخاذ أي إجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تعرف أسبابه كما كشفت التحقيقات أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على علم بخطورة المادة المخزنة ولم يتصرفوا بما يضمن السلامة مما أدى إلى الكارثة المأساوية التي أودت بحياة 220 شخصًا وأصابت آلاف الأشخاص وتسببت بتدمير مناطق واسعة من العاصمة.
تم توقيف مالك السفينة في مطار صوفيا في أيلول سبتمبر بموجب نشرة حمراء من الإنتربول بعد تقديم السلطات اللبنانية طلبًا قضائيًا لتسليمه ويواجه غريتشوشكين اتهامات تتعلق بإدخال مواد متفجرة إلى لبنان اعتبرتها النيابة العامة اللبنانية عملاً إرهابيًا.
يُعد هذا الاستجواب خطوة أساسية للحصول على معلومات حول المسؤوليات الحقيقية وراء نقل الشحنة والمراحل التي مرت بها قبل وصولها إلى مرفأ بيروت بما يسهم في توضيح الملابسات القانونية وإتاحة عناصر جديدة للتحقيق حول الانفجار الكبير.
