استلم لبنان هبة قطرية متمثلة بثلاثين حافلة للنقل المشترك ضمن احتفال رسمي أقيم في مركز مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك في مار مخايل بحضور وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وسفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المصلحة زياد شيا وعدد من السفراء والديبلوماسيين، تُعد هذه الخطوة تعزيزاً قدرات النقل العام وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين وتقليل أعباء التنقل اليومية في مختلف المناطق اللبنانية.
الهبة جاءت ضمن رؤية متكاملة لتطوير قطاع النقل العام وربطه بالمناطق الأكثر حاجة، مع تمهيد الأرضية لإعادة تشغيل شبكة النقل السككي مستقبلاً بما يحقق الأبعاد السياحية والتجارية ويعزز التنقل بين المدن اللبنانية وربطها بالمحيط الإقليمي والدولي، ويعكس الدعم القطري شراكة الاستراتيجية بين الدولتين والالتزام بمساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية.
الحافلات الثلاثون ستدخل الخدمة مباشرة لتغذية أحد عشر خطاً للنقل المشترك الأمر الذي سيسهم في زيادة كفاءة الشبكة وتحسين تجربة المواطنين مع النقل العام، في وقت يشهد القطاع تحديات تتعلق بنقص الموارد والتقنيات والإمكانات التشغيلية، ويشكل هذا النموذج شراكة فعلية بين القطاعين العام والخاص حيث تتولى الدولة توفير الحافلات ويقوم القطاع الخاص بالإدارة والصيانة والتشغيل بما يعكس أسلوباً مستداماً وفعّالاً في إدارة النقل.
من جانبه، أشار رئيس المصلحة زياد شيا إلى أهمية هذه الهبة ودورها في تعزيز خدمة النقل المشترك وتحقيق الراحة والأمان للركاب، فيما لفت الوزير فايز رسامني إلى أن هذه المبادرة تمثل بداية لمشروع تطوير شامل للنقل العام وعودة الثقة بالمرافق العامة كجزء من إعادة بناء الدولة وتحسين الخدمات الأساسية، مؤكداً أن التعاون بين الدولة والقطاع الخاص يمثل السبيل الأمثل لإنجاح هذا النوع من المبادرات.
يبين تسلم الحافلات التزام الحكومة اللبنانية بتفعيل النقل العام كخدمة أساسية، ويسلط الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات واضحة لتطوير البنية التحتية للنقل وربطها بخطط اقتصادية وتنموية واسعة، كما يشير إلى الدور الداعم للشركاء الإقليميين في تحسين مستوى الخدمات العامة في لبنان وتعزيز قدرة الدولة على تلبية احتياجات المواطنين بطريقة أكثر استدامة وفعالية، ما يجعل هذه الهبة خطوة مهمة نحو إعادة تفعيل النقل العام وتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المناطق اللبنانية.