تجدد المفاوضات بين دمشق وتل أبيب برعاية أمريكية

2025.12.17 - 09:01
Facebook Share
طباعة

 أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، خلال الأيام القليلة الماضية، بأن المفاوضات بين سوريا وإسرائيل قد تشهد عودة مرتقبة في المستقبل القريب، في خطوة تبدو مدعومة وميسّرة من الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضحت التقارير أن اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك أسفر عن تفاهمات أولية، تعكس رغبة إسرائيلية واضحة في العمل داخل الأراضي السورية والتنسيق مع الحكومة الانتقالية في دمشق، مع إبداء استعداد إسرائيلي للتفاوض على اتفاق أمني موسع برعاية وضمانة أمريكية.

وفق المصادر الإسرائيلية، لا تزال تل أبيب متمسكة بعدة شروط، أبرزها رفض التفاوض حول انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها منذ 8 ديسمبر 2024 وحتى اليوم. كما تصر على إنشاء منطقة عازلة واسعة منزوعة السلاح على طول الحدود، مستندة في ذلك إلى تقييمات تتعلق بالوضع الأمني الداخلي في سوريا وعدم قدرة الحكومة الانتقالية على بسط نفوذها الكامل على كامل الأراضي السورية.

على الجانب السوري، لم يتضح بعد الموقف النهائي بشكل كامل. فمنذ توقف جولات المفاوضات السابقة في باريس وباكو بعد وصولها إلى طريق مسدود، قامت إسرائيل بتكثيف تحركاتها على الأرض السورية، في محاولة للضغط على الحكومة الانتقالية لتوقيع اتفاق أمني وفق شروط تل أبيب. ورفضت دمشق هذه الضغوط بشكل قاطع، مؤكدة تمسكها باستعادة الوضع السابق قبل 8 ديسمبر 2024، وبإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه عام 1974، والذي وصفه نتنياهو في تصريحات سابقة بأنه لم يعد قائماً.

في هذا الإطار، تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط والضامن لأي اتفاق محتمل بين الجانبين، مسلّطة الضوء على أهمية استقرار الأوضاع ومنع أي انزلاق نحو صراع مسلح واسع أو فوضى أمنية قد تكون لها تداعيات إقليمية خطيرة. وتسعى واشنطن من خلال هذا الدور إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك حماية الاستثمارات والمصالح الاقتصادية في المنطقة، وتفادي تحول سوريا إلى نموذج مشابه للوضع الليبي الذي شهد فوضى شاملة وانهيار مؤسسات الدولة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10