أوقفت الجهات الأمنية في العاصمة دمشق، يوم الأحد 14 كانون الأول، الصحفي والكاتب السوري–الأمريكي إياد شربجي، على خلفية دعوى قضائية تتهمه بـإثارة النعرات الطائفية والعرقية وتهديد الوحدة الوطنية.
وبحسب المعطيات المتوفرة، توجه شربجي بمحض إرادته إلى إدارة الأمن الجنائي في دمشق لمراجعة الجهات المختصة على خلفية الشكوى المقدّمة بحقه، ليتم توقيفه هناك، دون صدور بيان رسمي من وزارة الداخلية يوضح أسباب الإجراء أو مدته.
خلفية الدعوى القضائية
الدعوى قُدّمت من قبل المحامي رشيد عبد الجليل، وشملت أيضًا الممثل جلال شموط، واتهمت شربجي بالقدح والذم وإثارة النعرات الطائفية، استنادًا إلى مقطع مصوّر نشره شربجي وتناول فيه ما وصفه بـضرورة معالجة التحديات المرتبطة بجيل الألفية الذي نشأ في محافظة إدلب خلال سنوات الثورة.
واعتبر مقدّم الدعوى أن ما ورد في المقطع يُشكّل تهجمًا مباشرًا على شريحة واسعة من السوريين، ولا سيما الجيل الذي نشأ في إدلب، متهمًا شربجي باستخدام أوصاف اعتُبرت مسيئة وتتجاهل الظروف القاسية التي نشأ فيها هؤلاء.
وطالب مقدّم الدعوى بإحالة شربجي وشموط إلى الأمن الجنائي وتحريك دعوى الحق العام بحقهم، وتقديمهم إلى القضاء استنادًا إلى قانون العقوبات السوري وقانون جرائم المعلوماتية رقم 20 لعام 2022.
رد شربجي وتوضيحاته
من جانبه، نفى إياد شربجي التهم الموجهة إليه، مؤكدًا أن تصريحاته فُسّرت خارج سياقها، وأنه لم يكن يقصد الإساءة إلى محافظة إدلب أو أهلها، بل الحديث عن جيل تشكّل في ظروف استثنائية ضمّت أبناءً من مختلف المحافظات السورية.
وأوضح شربجي، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، أن حديثه كان تحليليًا اجتماعيًا، ويركز على ضرورة معالجة آثار الحرب الطويلة على جيل كامل نشأ في بيئة غير مستقرة.
كما أشار إلى تلقيه تهديدات بالقتل وضغوطًا تطالبه بتقديم اعتذار وصفه بـ“المهين”، مؤكدًا أنه راجع الجهات الرسمية برفقة ثلاثة محامين متطوعين للدفاع عنه.
مواقف نقابية سابقة
وكان نقيب المحامين في سوريا محمد علي الطويل قد أعلن، في 23 تشرين الثاني الماضي، تكليف المحامي رشيد عبد الجليل بتقديم شكوى بحق كل من جلال شموط وإياد شربجي إلى المحامي العام في دمشق.
وأوضح أن هذا التكليف جاء ضمن سلسلة إخبارات قانونية شملت شخصيات أخرى، معتبرًا أن القضايا التي تمس ما يصفه بـأمن الدولة أو رموزها تستوجب تحركًا قانونيًا من النقابة.
سيرة مهنية
إياد شربجي صحفي سوري مقيم في الولايات المتحدة، عاد مؤخرًا إلى سوريا للمشاركة في الذكرى الأولى لتحرير البلاد. ويُعرف بمواقفه المعارضة للسلطات السابقة، وانتقاداته للصيغة الدينية للدولة.
أسهم شربجي في تأسيس رابطة الصحفيين السوريين عام 2012، وشارك في تأسيس موقع “السوري الجديد” عام 2015، وتولى رئاسة تحريره.
وقبل الثورة السورية، شغل منصب رئيس تحرير مجلة “شبابلك” منذ تأسيسها عام 2004 وحتى تعليق صدورها عام 2009، على خلفية مضايقات أمنية حالت دون استمرارها.
وكان شربجي قد ظهر قبل أيام في برنامج تلفزيوني محلي، وتحدث عن هامش الحريات الإعلامية في سوريا، في ظهور إعلامي هو الأبرز له منذ عودته.