تدمر تحت مراقبة أميركية وحملات اعتقال

2025.12.15 - 04:07
Facebook Share
طباعة

 عقب الهجوم الذي استهدف قوات سورية وأميركية مشتركة في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، صعّدت القوات الأميركية من إجراءاتها الأمنية، عبر نشر دوريات عسكرية برية، وتكثيف التحليق الجوي، وتنفيذ حملات تفتيش واعتقال واسعة داخل المدينة ومحيطها.

وشهدت تدمر تجول مدرعات أميركية في الشوارع الرئيسة، إلى جانب تحليق مكثف للطيران الحربي والمسيرات الاستطلاعية التي نفذت عمليات مسح جوي شاملة في أجواء البادية، بهدف رصد التحركات المشبوهة وتعقّب الخلايا النشطة، وسط استنفار أمني وفرض طوق أمني مشدد على المدينة.


اتصال سياسي سوري أميركي
وفي السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، جرى خلاله بحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك على خلفية هجوم تدمر.

وتناول الاتصال تبادل التعازي بعد مقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي، إضافة إلى إصابات في صفوف القوات الأميركية والسورية. وأكد الجانبان أن الهجوم يمثل محاولة لضرب مسار العلاقات السورية الأميركية الناشئة، والتأثير على جهود مكافحة الإرهاب.

وأعرب الشيباني عن أسفه للحادثة، معتبرًا إياها تحديًا جديدًا في سياق الحرب على الإرهاب، ومؤكدًا أهمية العمل المشترك بين سوريا وشركائها الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، لتعزيز الجهود الأمنية. كما نقل تعازي الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

من جانبه، شدد وزير الخارجية الأميركي على استمرار دعم بلاده للحكومة السورية في مختلف المجالات، بما في ذلك دعم جهود مكافحة الإرهاب.


وزارة الداخلية تكشف تفاصيل الهجوم
بدورها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها حدّدت هوية منفذ الهجوم الذي استهدف القوات المشتركة في البادية السورية، وكشفت في بيان صدر الأحد 14 كانون الأول تفاصيل ما جرى.

وأوضحت الوزارة أن الهجوم وقع السبت 13 كانون الأول، أثناء اجتماع ضم مسؤولين من قيادة الأمن في البادية مع وفد من قوات التحالف الدولي، كان مخصصًا لبحث آليات مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وخلال الاجتماع، تسلل عنصر تابع للتنظيم إلى موقع اللقاء وأطلق النار على القوات السورية والأميركية، ما أسفر عن مقتل جنديين ومترجم، وإصابة عنصرين آخرين.

وأدانت الوزارة الهجوم، واعتبرته هجومًا يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، مؤكدة أنها كانت قد حذرت سابقًا من محاولات لتنفيذ هجمات مماثلة.

وشددت الداخلية على رفع مستوى الحيطة والحذر، والاستمرار في التحقيقات لملاحقة جميع المتورطين، ومواصلة التنسيق مع قوات التحالف الدولي في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.


حملات اعتقال منسقة
وفي بيان منفصل، أعلنت وزارة الداخلية تنفيذ عملية أمنية في مدينة تدمر أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص مشتبه بهم، على خلفية الهجوم الإرهابي.

وأوضحت أن العملية نُفذت بالتنسيق الكامل مع جهاز الاستخبارات العامة وقوات التحالف الدولي، واستندت إلى معلومات استخبارية دقيقة، جرى على أساسها توقيف المشتبه بهم وإحالتهم إلى التحقيق.


تحذيرات مسبقة لم تُؤخذ بعين الاعتبار
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، قد أكد أن قيادة الأمن الداخلي وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في منطقة البادية بشأن احتمال وقوع هجمات من تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار.

وأوضح أن منفذ الهجوم أطلق النار عند باب أحد المقار الأمنية في بادية تدمر، مشيرًا إلى أنه لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يُعد مرافقًا للقيادة.

وأكد البابا أن قوات الأمن السورية وقوات التحالف تمكنت من تحييد منفذ الهجوم بعد اشتباك مباشر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5