تشهد منطقة الشرق الأوسط ضغوط متزايدة في إدارة الموارد المائية نتيجة التغير المناخي ونقص المياه والنمو الديموغرافي السريع وهذا يدفع الدول للبحث عن آليات مشتركة لتجنب النزاعات وتحقيق استدامة الموارد في هذا السياق تأتي مبادرة السلام الأزرق لتضع المياه في قلب الحوار الإقليمي محولة إياها من مورد خلاف إلى أداة للتعاون وبناء الثقة بين الشعوب والدول.
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن المبادرة توفر منصة للتعاون بين الدول وتتيح فرصة للحوار البنّاء حول الإدارة المستدامة للمياه العابرة للحدود وشدد على أن لبنان ملتزم بدعم المبادرة والمشاركة الفاعلة في تنفيذ برامجها مع التركيز على تعزيز الحوكمة العلمية للدبلوماسية المائية وربطها بأهداف التنمية المستدامة والأمن الغذائي والطاقة.
تهدف مبادرة السلام الأزرق إلى تعزيز التعاون بين الدول المشاركة في الأحواض المائية المشتركة والأنهار والموارد الجوفية وتحويل إدارة المياه إلى أداة استراتيجية لبناء السلام وتقليل النزاعات كما تسعى إلى وضع آليات مشتركة لإدارة الموارد المائية بشكل مستدام من خلال تعزيز التخطيط العلمي وتنفيذ سياسات فعّالة تضمن الاستخدام الأمثل للمياه بما يسهم في استقرار المجتمعات.
ويشارك فيها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافة إلى دول من البلقان وآسيا الوسطى في مراحل لاحقة إلى جانب منظمات دولية وإقليمية ومراكز أبحاث متخصصة في شؤون المياه والسلام كما تشرف الحكومة السويسرية والمعهد الفدرالي السويسري للعلوم والتكنولوجيا المائية ومعهد جنيف للدراسات العليا على إدارة المبادرة وتنفيذ برامجها بالتعاون مع هيئات أممية متخصصة.
يلعب لبنان دورًا رئيسًا في هذا الإطار بسبب اعتماده على أنهار وأحواض مشتركة مع الدول المجاورة ويشكل التشارك في المبادرة فرصة لتعزيز الدبلوماسية المائية ودعم الاستقرار الإقليمي وتتيح المبادرة فرصًا لتبادل الخبرات الفنية والسياساتية بين الدول وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المائية والتغير المناخي.
في النهاية تضع مبادرة السلام الأزرق المياه كحلقة وصل بين الدول وتعمل على تحويل الموارد المشتركة إلى منصة للتعاون الدائم بما يرسخ الاستقرار ويحفز التنمية المستدامة ويتيح فرصة لتقوية العلاقات الإقليمية على أساس العلم والحوار والالتزام المشترك بحماية الموارد المائية للأجيال المقبلة.