تكشف حادثة هجوم سيدني الأخير عن فجوة كبيرة بين المظاهر الخارجية والسلوكيات العنيفة التي قد تصدر عن أفراد يبدو عليهم الهدوء والابتعاد عن التطرف العنيف فالقصة التي روتها والدة نافيد أكرم أحد منفذي الهجوم عن اعتقاد العائلة بأنه في رحلة صيد عادية تظهر صعوبة التنبؤ بسلوكيات الأفراد والانخراط المفاجئ في أعمال إرهابية مدمرة وتبرز تحديات أجهزة الأمن والاستخبارات في رصد الإشارات المبكرة قبل وقوع الكارثة.
نفذ الأب ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم هجوما دامياً على محتفلين بعيد حانوكا اليهودي في سيدني ما أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين ووفق رواية والدة نافيد أخبرها ابنها بأنه ذاهب في رحلة صيد وسباحة إلى خليج جيرفيس في عطلة نهاية الأسبوع بينما كانت صور مسرح الجريمة تبين المشهد المأساوي الذي حدث.
التحقيقات الأولية أفادت بأن نافيد أكرم كان عاطلا عن العمل مؤخرا وعمل سابقا كعامل بناء فيما أكدت الأم أنه لا يدخن ولا يشرب ولا يمتلك أسلحة نارية بعد الحادث ألقت الشرطة القبض على نافيد وهو في حالة حرجة ومستقرة في المستشفى بينما توفي والده في مكان الهجوم.
داهمت الشرطة منازل منفذي الهجوم بما في ذلك منزل العائلة في بوني ريج وعنوان آخر في كامبسي وتم ضبط ستة أسلحة نارية من مسرح الجريمة والعنوان الثاني وأكدت الشرطة أن التحقيقات الجنائية ستحدد ما إذا كانت هذه الأسلحة هي المرخصة للأب.
الأمن الأسترالي يواجه تحديات مزدوجة تتعلق بمتابعة التحولات الفكرية للأفراد ورصد الأسلحة والمواد القابلة للاستخدام في أعمال عنف إلى جانب إدارة تداعيات العمليات الإرهابية وتأمين المجتمع المحلي وحماية المدنيين.