هزّ هجوم دامٍ مدينة سيدني على شاطئ بونداي بعد أن فتح رجلان النار على محتفلين بعيد الحانوكا مخلفين 16 قتيلاً وأكثر من أربعين جريحاً، في حادثة أعادت إلى الأذهان خطر التطرف العنيف داخل أستراليا ومسارعة الأجهزة الأمنية للتحقيق في أي صلات محتملة بتنظيمات متطرفة.
أعلنت الشرطة الأسترالية أن منفذي الهجوم هما الأب ساجد أكرم البالغ من العمر خمسين عاماً الذي قتل أثناء تبادل إطلاق النار مع السلطات وابنه نافيد أكرم البالغ من العمر أربع وعشرين عاماً الذي يرقد حالياً في المستشفى بحالة حرجة تحت حراسة مشددة.
ايضاً كشفت هيئة الإذاعة الأسترالية أن جهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالية كان قد حقق قبل ست سنوات في صلات محتملة للابن بتنظيم داعش مشيرة إلى أن التحقيقات السابقة أظهرت علاقات بينه وأحد أعضاء التنظيم الذي ألقي القبض عليه في يوليو 2019 وأدين بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية داخل البلاد.
وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات أظهرت وجود علمين لتنظيم داعش داخل سيارة المسلحين على الشاطئ ما يعزز فرضية انتمائهم للتنظيم المتطرف ويضع هذه الحادثة ضمن سياق التهديدات الإرهابية السابقة التي رصدتها الأجهزة الاستخباراتية.
وأشار المدير العام لجهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالية إلى أن الابن كان معروفاً لديهم لكن لم يتم اعتباره تهديداً فورياً موضحاً أن هذه التطورات تستدعي إعادة النظر في المعلومات الاستخباراتية السابقة وفهم كيفية تطور المخاطر الإرهابية.
على الصعيد الرسمي، شددت الشرطة على عدم إمكانية تأكيد كل المعلومات المتداولة حول صلات المسلحين بالتنظيم الإرهابي فيما التزمت الاستخبارات الصمت بشأن تفاصيل التحقيقات الجارية مؤكدة عدم التعليق على الأفراد أو المسائل المتعلقة بالقضايا الجارية.
ويعتبر خبراء الأمن أن الحادثة تؤكد على الحاجة لتعزيز مراقبة الجماعات المتطرفة وتحليل أي علاقات محتملة بين أفراد معروفين لدى الأجهزة الأمنية وتنظيمات إرهابية مشددين على ضرورة تطوير استراتيجيات سريعة للتدخل قبل تفاقم التهديدات بما يحمي المدنيين ويقلل من احتمالات وقوع هجمات مشابهة.
كما يلفت المختصون إلى أهمية دمج جهود الاستخبارات المحلية والدولية وتبادل المعلومات حول أي مشتبه بهم مرتبطين بتنظيمات إرهابية والتأكد من تحديث قواعد البيانات وتقييم المخاطر بشكل دوري لضمان عدم ترك أي ثغرة قد يستغلها المتطرفون.
الحادثة أثارت نقاشاً واسعاً حول قدرة الأجهزة الأمنية على توقع هجمات من هذا النوع ومتابعة الأفراد الذين لديهم سوابق أو مشتبه بهم في صلات إرهابية مشددين على أن أي قصور في المتابعة قد يؤدي إلى نتائج مأساوية ويهدد الأمن العام.
ويخلص الخبراء إلى أن الهجوم على شاطئ بونداي يشكل تذكيراً واضحاً بأن الإرهاب يبقى تهديداً مستمراً وأن الأفراد المرتبطين بمجموعات متطرفة يحتاجون إلى مراقبة دقيقة وتقييم مستمر لتفادي أي أعمال عنف مستقبلية.