شهدت مدينة تدمر بريف حمص، يوم السبت، هجومًا استهدف القوات السورية والأميركية خلال مهمة مشتركة، ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي واحد، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وأكدت وزارة الداخلية السورية أن قوات التحالف الدولي لم تأخذ في الاعتبار التحذيرات السابقة بشأن هجمات محتملة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأثار الهجوم تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المغردون عن خلفيات الحادث، والأطراف التي قد تهددها عملية التنسيق السوري الأميركي، وتأثيرها على التعاون الميداني المتزايد بين دمشق وواشنطن.
ويرى بعض المعلقين أن هذا التعاون يزعج الأطراف التي بنت نفوذها على القطيعة والصدام، ووجدت نفسها أمام اتفاقات لا تخدم مصالحها، وسط حديث عن إعادة تموضع أميركي وتراجع في مستويات الدعم لبعض الجهات. ويعتقد هؤلاء أن الهجوم لا يمكن فصله عن محاولات خلط الأوراق وعرقلة مسار التعاون، عبر وسائل غير مباشرة وبصمات خفية.
وفي المقابل، شدد آخرون على أن الهجوم يجب ألّا يمر مرور الكرام، مطالبين الرئيس أحمد الشرع بإحداث نقلة نوعية في الجيش السوري، محذرين من ما وصفوه بالاختراق من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، معتبرين أن الهجوم نتيجة لسياسات العفو والصفح التي تجاوزت حدود المنطق.
كما اعتبر ناشطون أن توقيت الهجوم مرتبط بعملية مشتركة بين تنظيم الدولة وجهات أخرى داخل سوريا، بهدف شق الصف وإفشال التقارب السوري الأميركي الجديد.
وأشاروا إلى أن الاعتداء، الذي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه موجه ضد "الولايات المتحدة وسوريا معًا"، لم يكن عشوائيًا بل عملية محكمة التوقيت تحمل أهدافًا سياسية واضحة.
ودعا مغردون الحكومة الأميركية إلى دعم حكومة الرئيس أحمد الشرع، بما يمكّنها من بسط سيادتها على كامل الأراضي السورية، وتوجيه الجهود نحو القضاء على تنظيم الدولة، مؤكدين أن استقرار سوريا يسهم مباشرة في تجفيف منابع الإرهاب وإغلاق ملف داعش بفعالية أكبر.
وفي بيان صادر على منصة "إكس" بتاريخ 13 كانون الأول، قالت القيادة المركزية الأميركية إن اثنين من أفراد الخدمة العسكرية الأميركية ومدنيًا أميركيًا قُتلوا، وأصيب ثلاثة آخرون، جراء كمين نصبه مسلح منفرد من تنظيم الدولة في سوريا، وتم الاشتباك معه وقتله. وأضاف البيان أن هويات الضحايا ستظل محجوبة لمدة 24 ساعة احترامًا لعائلاتهم، مع التعهد بتقديم معلومات إضافية عند توفرها.