السويداء تشهد تصعيدًا متكررًا بين الأمن والفصائل

2025.12.14 - 10:16
Facebook Share
طباعة

 تجدد استهداف الفصائل المحلية في السويداء لقوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية، في المحور الغربي للمحافظة، يوم السبت 13 كانون الأول.

وأفاد مصدر محلي بأن الفصائل المحلية استهدفت سيارة تابعة للأمن الداخلي باستخدام درون محملة بالقنابل في بلدة المزرعة بالريف الغربي للسويداء مساء الجمعة، ثم كررت الاستهداف يوم السبت.

وقال مدير مكتب العلاقات العامة في محافظة السويداء، قتيبة عزام، إن الاستهداف جاء من قبل الفصائل المحلية، مؤكدًا عدم وجود أي إصابات في صفوف عناصر الأمن الداخلي.

وأكد مصدر أمني أن ما وصفهم بـ"العصابات المتمردة" استهدفوا نقاط الأمن الداخلي عبر الطائرات الانتحارية المسيرة، مشيرًا إلى أن هذا القصف الثاني خلال 24 ساعة ويشكل خرقًا متكررًا لوقف إطلاق النار في السويداء. وأوضح أن القوى الأمنية ستتعامل بحزم للرد على هذه الانتهاكات.

في المقابل، أصدر "الحرس الوطني" المدعوم من الرئيس الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري بيانًا الجمعة، اتهم فيه قوات الحكومة السورية باستهداف أهالي بلدة المجدل عبر طلقات قنص، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين إصابة بالغة نُقل إثرها إلى المستشفى واضطر الأطباء إلى بتر يده نتيجة خطورة الإصابة، مؤكدًا التعامل مع مصدر الإطلاق مباشرة.

وصف البيان هذا الاعتداء بأنه حلقة جديدة من سلسلة خروقات تستهدف المدنيين، ويمثل نمطًا "خطيرًا من السلوك العدائي والإرهابي" الذي يهدد الاستقرار ويعرض حياة الأهالي للخطر. وتتكرر الاشتباكات بشكل متواصل بين قوات الأمن الداخلي والفصائل المحلية، وأحدثها كان في 8 من كانون الأول.

وفي سياق الوساطة، ذكر مصدر أردني أن جهود وساطة تقودها الأردن بالتنسيق مع الولايات المتحدة لحل أزمة السويداء مستمرة، بهدف بناء الثقة بين الأطراف السورية، بما في ذلك الحكومة والشيخ حكمت الهجري، مشيرًا إلى أن العملية قد تستغرق وقتًا طويلًا إذا لم يحدث اختراق في المفاوضات.

وأشار الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف، إلى أن واشنطن يجب أن تؤدي دورها في حماية حقوق الأقليات السورية لتعزيز الاستقرار، مؤكدًا أن "الدعم الأمريكي سيغني عن أي تدخل إسرائيلي في جنوب سوريا". وأضاف خلال زيارة للأمم المتحدة في جنيف: "نأمل أن تضمن الولايات المتحدة حقوق جميع الأقليات في سوريا لمنع أي مجازر جديدة".


وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية السورية عن التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء عقب لقاء ثلاثي في دمشق ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي توم براك في 16 أيلول الماضي. وتضمنت الخارطة الإجراءات التالية:
دعوة الحكومة السورية إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في أحداث السويداء ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق القانون السوري.
استمرار إدخال المساعدات الإنسانية والطبية بالتعاون مع الأمم المتحدة، وضمان عودة الخدمات الأساسية بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
نشر قوات شرطية مؤهلة على طريق السويداء–دمشق لتأمين حركة المواطنين والتجارة، وسحب المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة واستبدالهم بقوات نظامية.
دعم جهود الصليب الأحمر للإفراج عن جميع المحتجزين والمخطوفين واستكمال عمليات التبادل.
دعوة الأردن بالتنسيق مع الحكومة السورية لوفود من المجتمعات المحلية (الدروز والمسيحيون والسنة) ووفود من ممثلي العشائر البدوية لعقد اجتماعات للمصالحة.
الإعلان عن خطط لإعادة إعمار القرى والممتلكات المتضررة، مع دعم مالي أردني وأمريكي.
تعزيز "سردية وطنية" تقوم على الوحدة والمساواة وتجريم خطاب الكراهية والطائفية عبر تشريعات جديدة بدعم قانوني من واشنطن وعمان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4