أول مجمع بيض متطرف بأركنساس يثير الجدل

2025.12.14 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 
كشف تقرير استقصائي للكاتب لوكاس مينيسيني أن أول مجمع سكني مغلق مخصص حصريًا للمتطرفين البيض تم تأسيسه في الولايات المتحدة، ويقع في قرية رافندن النائية بولاية أركنساس، تحت اسم "العودة إلى الأرض" (Return to the Land).

ويمثل هذا التجمع خطوة لترسيخ أيديولوجية التفوق العرقي، ويضم حاليًا حوالي 40 شخصًا، بينهم 12 طفلًا، جميعهم شباب في الثلاثينيات من عمرهم، مسيحيون وعنصريون بشكل علني، وينحدرون من الفصائل الأكثر تشددًا ضمن حركة ماغا الداعمة للرئيس السابق دونالد ترامب. يوصف المكان بأنه شبيه بقرية ريفية ممتدة على مساحة 65 هكتارًا، لكنه يخفي مشروعًا قائمًا على الإقصاء العرقي.

تقبل هذه المستعمرة فقط الأفراد البيض، المغايرين جنسيًا والمسيحيين، ويقدمون أنفسهم على أنهم "ناد خاص" للأفراد ذوي "الرؤية التقليدية" و"الأسلاف القاريين المشتركين"، وهي مصطلحات تعكس التمييز العنصري. وقد استضاف المجمع تجمعًا ضخمًا حضره نحو 250 ممثلًا لليمين المتطرف وحركة النازيين الجدد، من بينهم المنظر البارز جاريد تايلور.

ويبرر القائمون على المشروع وجودهم بالخوف من التغيرات الديمغرافية، حيث قال إريك أورول، الرئيس الشاب للشركة: "إذا لم نتحرك، فسيصبح البيض قريبًا أقلية في الولايات المتحدة والعالم". ويتطلب القبول في المجمع مقابلة طويلة وإثبات الأصول الأوروبية عبر اختبارات الأنساب، بالإضافة إلى مشاركة أفكار عنصرية متطرفة، مثل النظرية التي تقول إن "الأشخاص الملونين لا يمتلكون القدرات المعرفية نفسها التي يتمتع بها البيض".

وينتهك هذا المجمع بشكل واضح قانون الإسكان العادل الفدرالي لعام 1968، الذي يمنع التمييز العرقي في السكن، وفق ما ذكرت هايدي بايريش، المؤسسة المشاركة في منظمة "المشروع العالمي لمكافحة الكراهية والتطرف"، معتبرة أن "المستوطنة تخالف القانون الفيدرالي بكل بساطة".

لكن المؤسسين، بقيادة بيتر شيري، المعروف بخطاباته المعادية للسامية ومحاولة قتله السابقة في الإكوادور، تمكنوا من الالتفاف على القانون عبر بيع "أسهم" في الشركة بدلًا من بيع قطع الأراضي مباشرة، لتجنب تصنيفهم كمطورين عقاريين يخضعون لقانون الإسكان. وعلى الرغم من فتح مكتب المدعي العام للولاية تحقيقًا، يصر قادة التجمع على أنهم واثقون من أنفسهم طالما أن ترامب موجود في السلطة، ويعتبرون أي مواجهة قضائية فرصة لخلق سابقة لمجموعات مشابهة لهم، ويقول أورول: "إذا خسرنا، سنصبح ضحايا/أكباش فداء".

ويعكس التجمع رؤية متطرفة للحياة الاجتماعية والدينية، حيث يجب على السكان تأسيس أسرة تحترم الفصل الجندري للأدوار، مع تفضيل أن تكون الزوجة ربة منزل لتربية الأطفال. وتصف إحدى المقيمات، كايتلين، حياتها بأنها خضوع طوعي لزوجها، حيث تقوم بالتدريس المنزلي لأطفالها الخمسة، في مدونتها الصوتية Return to Femininity، قائلة: "إنه لشرف أن أجدي رجلاً صالحًا، لأتبعه وأنجب له الأطفال".

وتحظى صورة ربة المنزل التقليدية بشعبية بين مؤيدي ترامب، حيث أشار أحد السكان إلى بدء يومه بالاعتناء بالأعمال المنزلية والماشية، ومن ثم تعليم الأطفال في المنزل، مؤكدًا أن أي طفل لا يذهب للمدارس الحكومية "لأنها تقدمية أكثر من اللازم".

ويعتمد التجمع أيضًا على مبدأ "البقاء للأصلح"، كما وصف أحد السكان الأوائل، سكوت توماس، نفسه بأنه "مؤمن بالبقاء" (survivaliste)، حيث باع منزله لشراء حفارة لتهيئة الأرض. ويؤكد رئيس التجمع أن أي اعتداء على حيهم سيكون "انتحاريًا"، لأن غالبية السكان مسلحون ويتدربون على الأسلحة النارية بانتظام، معلنين استعدادهم لحماية "قلعتهم البيضاء" من أي تدخل خارجي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4