وصلت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إلى محافظة القنيطرة، اليوم 13 كانون الأول الجاري، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تنفيذ توغلات عسكرية واعتقالات ونصب حواجز في مناطق متفرقة من المحافظة.
وأفادت معلومات محلية أن وفد لجنة تقصي الحقائق وصل إلى القنيطرة لتوثيق الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، في ظل تصاعد عملياته العسكرية، حيث لا يكاد يمر يوم دون تنفيذ عمليات توغل أو اعتقال في المنطقة.
ومن المقرر أن تلتقي اللجنة بعدد من الأهالي للاستماع إلى شكاواهم وما تعرضوا له جراء هذه الانتهاكات، إضافة إلى الاطلاع على الأضرار التي خلفتها التوغلات الإسرائيلية في ممتلكات المدنيين، بما في ذلك المنازل والأراضي الزراعية.
وقبل ساعات من وصول اللجنة، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من ثماني آليات في قرية صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، حيث أقامت حاجزًا عند مدخل القرية، وشرعت بتفتيش عدد من المنازل بحجة البحث عن أسلحة.
وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية استجوبت الأهالي حول الأوضاع في سوريا، وحاولت تقديم مساعدات لهم في محاولة لاستمالتهم، إلا أن السكان رفضوا التجاوب مع تلك العروض.
وفي سياق متصل، أفرج الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة 12 كانون الأول، عن شخصين كان قد اعتقلهما أثناء مرورهما على حاجز مؤقت أقيم بين بلدة أم باطنة وقرية العجرف.
كما توغلت دورية إسرائيلية مؤلفة من ست سيارات عسكرية مساء الجمعة باتجاه قريتي الصمدانية الغربية والشرقية في ريف القنيطرة الشمالي.
اشتباكات وإصابات
وفي 9 كانون الأول الجاري، توغلت دوريات إسرائيلية في محيط بلدات جبا وخان أرنبة وعين نورية بريف القنيطرة، حيث نصبت حواجز عسكرية مؤقتة عند مفرق الصقري والمداخل الشرقية للمنطقة، مستخدمة آليات عسكرية وناقلات جنود.
وخلال إقامة حاجز شرق خان أرنبة، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على مدنيين حاولوا الاعتراض على وجود الدورية عبر رشقها بالحجارة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
كما أُطلق النار على مدني آخر في محيط قرية الحميدية، دون توفر معلومات إضافية عن حالته الصحية.
وأقام الجيش الإسرائيلي ثلاثة حواجز حول بلدة خان أرنبة، أحدها على أوتوستراد السلام الواصل بين دمشق والقنيطرة، بالتزامن مع مرور رتل تابع لوزارة الداخلية السورية كان عائدًا من مهمة في دمشق.
وانسحبت الدوريات الإسرائيلية لاحقًا بعد إطلاق النار، وجرى فتح الطريق أمام حركة السير. وعقب انسحابها، نظم سكان خان أرنبة وقفة احتجاجية تنديدًا بما وصفوه بالانتهاكات الإسرائيلية.
انتشار وقواعد عسكرية
وبلغت مساحة المنطقة التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية وسيطرت عليها نحو 346 كيلومترًا مربعًا، أنشأت خلالها تسع قواعد عسكرية، ثماني منها في محافظة القنيطرة، شملت مرصد جبل الشيخ، والتلول الحمر في الريف الشمالي، وقرص النفل في حضر، وحرش جباتا الخشب الذي يضم مهبطًا للطيران المروحي، والحميدية، والعدنانية، وتل أحمر غربي في كودنة، إضافة إلى القنيطرة المدمرة، إلى جانب قاعدة أخرى في سد الجزيرة بحوض اليرموك غربي درعا.
ترهيب يتخلله ترغيب
وأقدمت القوات الإسرائيلية على إنشاء بوابة حديدية عند مدخل قرية الصمدانية الغربية، ما أدى إلى عزلها عن محيطها، كما أقامت نحو 260 حاجزًا مؤقتًا في المنطقة.
وتم اعتقال عدد من الشبان، أُفرج عن بعضهم بعد ساعات، فيما لا يزال 34 معتقلًا رهن الاحتجاز.
كما رُصدت ثلاث محاولات اقتحام نفذها مستوطنون إسرائيليون داخل محافظة القنيطرة، في مسعى لإقامة مستوطنة داخل الأراضي السورية، قبل أن يعيدهم الجيش الإسرائيلي إلى داخل الجولان المحتل.
وفي إطار محاولات الاستمالة، عرضت القوات الإسرائيلية مساعدات غذائية على سكان المنطقة، إلا أن الأهالي رفضوها مرارًا وأقدموا على إحراقها، في تعبير واضح عن رفضهم للوجود الإسرائيلي.