تنظيم الخطاب الديني في ريف دمشق

2025.12.13 - 09:08
Facebook Share
طباعة

 أوقفت مديرية الأوقاف في محافظة ريف دمشق الشيخ عبد الرزاق المهدي الدمشقي رسميًا عن تقديم الدروس والدورات التدريبية في المنطقة، وذلك بعد تبليغه شفهيًا من مدير الأوقاف بضرورة التنسيق المسبق مع المديرية قبل تنفيذ أي نشاط علمي أو دعوي.

ويُعد الشيخ عبد الرزاق المهدي من الشخصيات الدينية المعروفة، ومن مؤسسي هيئة تحرير الشام سابقًا، وقد جاء قرار الإيقاف على خلفية قيامه بإعطاء دروس ودورات دينية في عدد من مساجد مدن وقرى ريف دمشق دون الحصول على موافقة رسمية أو التنسيق مع مديرية الأوقاف.

واعتبرت مديرية الأوقاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنظيم العمل الديني وضبط الخطاب الدعوي، والتأكد من أن جميع الأنشطة الدينية والتعليمية تُقام ضمن الأطر القانونية وبما يتوافق مع السياسات المعتمدة من قبل السلطة القائمة خلال المرحلة الانتقالية.

من جانبه، أعلن الشيخ عبد الرزاق المهدي عبر منشور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي توقفه عن إعطاء الدروس، موضحًا أن تأخره في الالتزام بالتبليغ يعود إلى انشغاله بالاحتفالات التي رافقت “يوم التحرير”. ودعا المهدي الراغبين في حضور الدروس والدورات الشرعية إلى التنسيق المسبق مع مديرية الأوقاف والحصول على الموافقات اللازمة قبل الشروع بأي نشاط تعليمي.

ويُذكر أن المهدي كان قد وجّه في وقت سابق انتقادات علنية لهيئة تحرير الشام خلال فترة سيطرتها على مدينة إدلب، متحدثًا عن ممارسات وصفها بالتعسفية، شملت السجون واعتقال النساء، واعتبر أن بعض تلك الإجراءات غير إنسانية.

ويأتي قرار إيقاف المهدي في سياق أوسع يُنظر إليه على أنه محاولة من السلطة الحالية لإعادة ضبط المشهد الديني والحد من تأثير الخطاب السلفي المتشدد، لا سيما في ظل التحولات السياسية الجارية، والمساعي لإعادة تقديم صورة مختلفة عن إدارة الشأن الديني، بالتوازي مع تقاربات سياسية ودبلوماسية مع أطراف دولية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3