الرئاسة اللبنانية تدفع لإطلاق الأسرى من إسرائيل

2025.12.12 - 03:53
Facebook Share
طباعة

إعلان الرئاسة اللبنانية حول استمرار الاتصالات الهادفة إلى إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية يبرز في لحظة سياسية وأمنية دقيقة، حيث يشكل هذا الملف أحد أكثر القضايا حساسية ضمن المشهد القائم على الحدود الجنوبية وتفاعلاته المتسارعة منذ حرب غزة التحرّك الدبلوماسي الحالي يعكس حاجة لبنانية إلى تثبيت نقاط توافق داخلية يمكن البناء عليها في ظل ضبابية الملفات الأخرى وتضارب المصالح الإقليمية والدولية المؤثرة في الوضع اللبناني.

تحريك ملف الأسرى يوفّر للدولة مساحة للمبادرة السياسية تحديداً أنّ هذا الملف يحظى بإجماع وطني نادر الاستثمار في هذا الإجماع يمنح الجانب الرسمي قدرة على التقدم بخطوات محسوبة بعيدًا عن الاستقطاب الداخلي، وبما يفتح المجال أمام مقاربة عملية تجاه ملف إنساني وسيادي في آن واحد.
الرئيس جوزيف عون أكد خلال لقائه وفد الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين أنّ الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي مستمرة، والإفراج عن المعتقلين يمثل أولوية مطلقة ضمن سياق المفاوضات الجارية.

تفاصيل المشهد الحدودي تجعل هذا المسار أكثر تعقيدًا فبالرغم من الهدنة التي جرى التوصل إليها بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر الماضي بوساطة أمريكية عقب عام من القصف المتبادل الذي ارتبط مباشرة بالصراع في غزة، تواصل إسرائيل الحفاظ على مواقع في جنوب لبنان وتقوم بشن هجمات متفرقة في الشرق والجنوب. هذا الواقع يضع أيّ حوار أو مفاوضات تحت ضغط دائم، ويجعل فرص التقدم رهينة توازنات هشة قد تنهار في أي لحظة.

من جانب آخر، يهدف الجانب اللبناني إلى الفصل بين ملف الأسرى والتجاذبات الأمنية والسياسية وذلك لتجنب إدخال هذا الملف في دائرة الصراعات المفتوحة إلا أنّ غياب ضمانات دولية ثابتة وعدم وجود اتفاق واضح لإدارة المرحلة بعد الهدنة، يطرحان تحديات إضافية أمام أي محاولة لإحراز تقدم فالبيئة الإقليمية المليئة بالتوترات، إلى جانب المسار المتعثر للوساطات، يضعان حدودًا واقعية لما يمكن تحقيقه في الوقت الراهن.

الخلاصة، تحريك ملف الأسرى يشكل اختبارًا جديدًا لقدرة الدولة اللبنانية على فرض حضورها في الملفات السيادية الكبرى. النجاح في هذا المسار يمكن أن يرسل إشارة واضحة حول قدرة المؤسسات على استعادة زمام المبادرة وسط مشهد داخلي مضطرب وتحوّلات إقليمية متسارعة أما الفشل فسيعيد الملف إلى دائرة الانتظار المفتوحة، ويكرّس واقعًا سياسيًا وأمنيًا يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5