الشمال اللبناني على أبواب العتمة مع اقتراب توقف معمل دير عمار الكهربائي صباح السبت بسبب نفاد مخزون الفيول بالكامل وتشير المعطيات إلى أن هذا التوقف سيكون له تأثير مباشر على المدن والمناطق التي تعتمد على إنتاج المعمل لتأمين جزء كبير من حاجتها للكهرباء وتشمل طرابلس والمنية والضنية وعكار ويأتي هذا التوقف وسط غياب أي خطط بديلة أو حلول سريعة يمكن أن تمنع الانقطاع الشامل.
ويحذر خبراء الطاقة من أن سيناريو العتمة قد يصبح واقعًا مع الساعات الأولى من يوم السبت وتؤكد المصادر أن توقف المعمل سيزيد الضغط على المولدات الخاصة التي تعاني أصلًا من ارتفاع كلفة التشغيل وشحّ المازوت ما ينعكس على قدرة المواطنين على الحصول على الكهرباء بشكل منتظم.
يترقب أهالي الشمال ما سيحمله صباح السبت وسط قلق متزايد من استمرار الأزمة التي تهدد الحياة اليومية والخدمات الأساسية وتشير المصادر إلى أن توقف المعمل سيؤثر على المدارس والمستشفيات والمصانع الصغيرة ويضع الأسر أمام تحديات جديدة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وضرورة تأمين التبريد والحفاظ على الأطعمة والمياه.
يطرح المراقبون تساؤلات عن تحرّك المسؤولين لتأمين حلول عاجلة قبل فوات الأوان ويشيرون إلى أن أي تأخير في توفير الفيول أو تشغيل خطوط بديلة قد يؤدي إلى أسبوع طويل من العتمة الثقيلة على سكان الشمال ويؤكدون أن هذه الأزمة تعكس هشاشة قطاع الكهرباء وعدم كفاية المخزون الاستراتيجي للتعامل مع الطوارئ وتدعو الحاجة إلى خطة مستدامة لتأمين الطاقة في المستقبل.
في ظل هذه الظروف يبقى السؤال الأكبر عن قدرة الدولة على التدخل قبل الانقطاع الكامل وقدرتها على تقديم دعم عاجل للمولدات الخاصة وتأمين الحد الأدنى من الكهرباء للسكان عدم تحرك الجهات المعنية قد يزيد من معاناة المواطنين ويضع الشمال أمام اختبار حقيقي لقدرة السلطات على التعامل مع أزمة طاقية متكررة.
ويستعد أهالي المناطق الشمالية نفسيًا لمواجهة يوم السبت وسط ترقب حذر وتخوف من تكرار مشاهد الانقطاع التي عايشوها خلال الأعوام الماضية ويؤكد الجميع أن توقف معمل دير عمار سيعيد قضية الكهرباء إلى صدارة النقاش الوطني ويبرز الحاجة إلى حلول عاجلة ومستدامة لضمان استمرار الخدمات وحماية حياة المواطنين.