كشفت صحيفة "معاريف" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد للقاء المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاملا خطوطا حمراء أبرزها رفض مشاركة تركيا في "قوة الاستقرار الدولية" التي يجري بحث تشكيلها لقطاع غزة واشتراط عدم الشروع في عملية إعادة الإعمار قبل نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل وتأتي هذه الخطوط في سياق سعي نتنياهو لتثبيت موقف إسرائيل الأمني والسياسي في مواجهة الضغوط الدولية لتخفيف القيود على القطاع.
في المقابل، تسعى الإدارة الأميركية إلى الخروج من اللقاء باتفاقات أكثر وضوحا تتضمن جداول زمنية محددة لتنفيذ الخطة الأميركية وقائمة بالدول المشاركة في قوة الاستقرار تشمل تركيا فضلا عن صيغة أكثر مرونة للتعامل مع ملف نزع سلاح حماس ويهدف هذا التوجه إلى ضمان مشاركة أوسع في جهود إعادة الاستقرار في غزة مع إبقاء عناصر الضغط على حماس ضمن مسار سياسي وأمني متكامل.
وتشير الصحيفة إلى أن الرؤية الأميركية المحدثة لم تعد تعتبر نزع سلاح حماس شرطا مسبقا للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب وانما تضعه ضمن مسار سياسي–أمني أوسع يربط بين إعادة الإعمار تعزيز سلطة مدنية بديلة ونشر قوة استقرار دولية متعددة الجنسيات.
يرى المراقبون أن هذا التغيير يعكس رغبة واشنطن في تسريع تنفيذ الخطة مع الحفاظ على إطار تحكيمي يضمن مصالح الأطراف كافة.
وأوضح السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك وولتز، أن رحيل حماس مرتبط بضرورة إنشاء سلطة مدنية بديلة وإطلاق عملية إعادة الإعمار ونشر قوة دولية لمراقبة التزامات الأمن ويضيف ذلك طبقة إضافية من التعقيد على المفاوضات، إذ يتعين على إسرائيل الموازنة بين أمنها ومطالب واشنطن بالتعاون الدولي.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن نتنياهو سيلتقي بالرئيس الأميركي في الولايات المتحدة في 29 ديسمبر لمناقشة خطط مستقبل غزة في زيارة قد تمتد أسبوعا وتعد الخامسة له منذ يناير، مع احتمال عقد اللقاء في منتجع مارالاغو بفلوريدا بالقرب من مكان إقامة ابن نتنياهو ويمثل هذا اللقاء محطة مهمة لتحديد مسار المرحلة المقبلة في القطاع، حيث تتقاطع مصالح إسرائيل وواشنطن مع الضغوط الإقليمية والدولية على غزة.