تقرير أمريكي يرصد سوريا بعد رحيل الأسد

2025.12.11 - 09:09
Facebook Share
طباعة

 نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا موسعًا ترصد فيه ملامح المشهد السوري بعد عام على سقوط نظام بشار الأسد، في ظل أجواء احتفالية تعيشها العاصمة دمشق، مقابل واقع اقتصادي هشّ وتحديات أمنية واجتماعية عميقة. ويعرض موقع تلفزيون سوريا التقرير ضمن سياق متابعة التغطية الدولية للملف السوري دون تبنٍّ لمحتواه.


احتفالات في دمشق رغم الأزمة
شهد قلب العاصمة دمشق احتفالات واسعة في الذكرى السنوية الأولى لسقوط الأسد، حيث أضاءت الألعاب النارية السماء وارتفعت الموسيقى وسط حضور كثيف. وتزامنت الاحتفالات مع مساعٍ حكومية لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة، وتحقيق توازن بين المصالح الإقليمية المتصارعة، ومعالجة الانقسامات المتراكمة عبر عقود.

ورغم تعدد التحديات، اتفق كثير من السوريين على الشعور بالتحرر بعد نهاية الحكم الاستبدادي الذي استمر لعقود، وسط حديث رسمي عن مرحلة جديدة تتطلع إلى العدالة والمساواة.


شعارات نهاية “عهد الظلام”
تجمّع الآلاف فجرًا في محيط المسجد الأموي، بينما انتشرت لافتات في شوارع دمشق تحمل عبارات مثل: "بلد واحد.. شعب واحد" و"انتهى عهد الظلام". وفي وقت لاحق، أقيم عرض عسكري شاركت فيه تشكيلات مختلفة من القوات المسلحة.

وترى الصحيفة أن المشاهد الجديدة تمثل قطيعة واضحة مع الخوف الذي كان يرافق الحياة اليومية في زمن الأسد، حيث اعتمد النظام السابق على القبضة الأمنية والقمع الشديد لترسيخ حكمه.


انهيار النظام وصعود حكم جديد
انتهى حكم الأسد بشكل مفاجئ في كانون الأول الماضي عندما سيطرت الفصائل الثورية على مواقع النظام الرئيسية، وتقدمت بسرعة نحو دمشق، لتشكّل السلطات الحالية واقعًا سياسيًا جديدًا في البلاد.

وخلال العام الأول، نجحت الحكومة الجديدة في استئناف العلاقات الدولية، بما في ذلك لقاءات على مستوى رفيع ورفع جزء كبير من العقوبات الأميركية، إلى جانب تشجيع المستثمرين على الدخول في مشاريع إعادة الإعمار.


خطاب يعلن “بداية معركة جديدة”
في خطاب رسمي عشية الذكرى، شددت القيادة الجديدة على أن إسقاط النظام السابق ليس نهاية الصراع، بل بداية مرحلة تعتمد على العمل والإصلاح ومحاربة الفساد، مؤكدة أن بناء دولة جديدة يتطلب التزامًا طويل الأمد.


قضايا اقتصادية تشعل القلق الشعبي
ورغم التفاؤل الذي تحاول الحكومة ترسيخه، تواجه سوريا أزمات اقتصادية حادة بعد خفض الدعم الحكومي وارتفاع أسعار السلع الأساسية. وأشارت الصحيفة إلى سخط شعبي متزايد من مظاهر البذخ لدى بعض المسؤولين، مقابل ندرة فرص العمل وتدني الأجور، ما دفع شريحة من الشباب للتفكير بالهجرة.


تحديات مجتمعية وانقسامات مستمرة
خلال العام الماضي، شهدت سوريا أحداثًا دامية ذات طابع طائفي، أسفرت عن مقتل الآلاف في عدة محافظات، بما فيها مجازر وأعمال عنف نتجت عن الاحتقان بين مجموعات محلية، مما انعكس على آمال المصالحة.

وتذكر الصحيفة أن شكاوى التمييز، وفقدان الثقة، وغياب العدالة، ما تزال حاضرة بين مكوّنات عدة، في ظل مخاوف من تكرار ممارسات الحقبة السابقة.


توتر مع الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي
في شمال شرق سوريا، منعت الإدارة الذاتية أي تجمعات لإحياء ذكرى سقوط الأسد لدواعٍ أمنية، وسط خلافات سياسية مع الحكومة المركزية حول مسألة مركزية الدولة ومستقبل العلاقة بين الطرفين.


احتفال ممزوج بالغصة لدى عائلات المفقودين
بالنسبة لعائلات المفقودين والمعتقلين الذين اختفوا في سجون النظام السابق، حملت الذكرى مشاعر متضاربة. فالأفراح التي عمّت الشوارع لم تلغِ جراح آلاف العائلات التي تطالب بمعرفة مصير أبنائها الذين احتجزوا أو أُعدموا خلال السنوات الماضية.

وخلال فعالية مخصّصة لذوي الشهداء والمفقودين، طالبت إحدى السيدات بالكشف عن مصير زوجها الذي فُقد منذ عام 2018 في أحد سجون النظام، مؤكدة أن معرفة الحقيقة حق لا يمكن التنازل عنه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4