اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء 10 كانون الأول، شابًا من قرية عابدين في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، بعد عملية تطويق واقتحام نفذتها قوة خاصة فجرًا في بلدة العارضة.
ووفق مصادر محلية، اقتحمت القوات الإسرائيلية أحد المنازل واعتقلت الشاب محمد القويدر قبل أن تقتاده إلى جهة مجهولة، في استمرار لسياسة الاعتقالات التي تنفذها إسرائيل في القرى الحدودية السورية. وتشير شهادات الأهالي إلى أن معظم من اعتُقلوا سابقًا أُفرج عنهم خلال 24 ساعة، بينما ما يزال شاب آخر من القرية محتجزًا منذ 11 شهرًا دون توضيح مصيره.
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية شابًا مدنيًا من قرية عين القاضي جنوب القنيطرة أثناء وجوده قرب قرية المشيدة، وتم اقتياده إلى جهة غير معروفة، وسط انعدام المعلومات عن مكان احتجازه.
وجاء ذلك بعد أيام من إفراج الاحتلال عن معتقلين اثنين من قرية صيصون في حوض اليرموك، بعد احتجاز دام بين أربعة وخمسة أشهر، في سياق حملة مستمرة تتضمن مداهمات وتوغلات متكررة في المنطقة.
وخلال الأشهر الماضية شهدت قرية عابدين عمليات توغل عديدة، إذ دخلت أكثر من عشر مركبات عسكرية إسرائيلية في أيلول الماضي، وداهمت منازل وفتشتها دون تسجيل اعتقالات حينها. ومنذ مطلع آب، كثّفت إسرائيل عمليات المداهمة، إذ اعتقلت شبانًا عدة قبل أن تفرج عن معظمهم بعد ساعات.
وفي 21 آب، اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة شبان بتهمة حيازة السلاح، بينما جرى في آذار اعتقال مزارعين من وادي كويا أثناء عملهما، ثم أُفرج عنهما لاحقًا بعد توجيه تهديدات للسكان بعدم النزول إلى الوادي.
وفي 2 تموز، اعتقل الاحتلال ثلاثة شبان من أم اللوقس والبصالي، متهمًا إياهم بالعمل لصالح خلية مرتبطة بـ“حزب الله” قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقًا. كما أعلنت إسرائيل في 7 تموز تنفيذ عملية “خاصة” في تل كودنة بريف درعا الجنوبي، اعتقلت خلالها خلية اتُّهمت بالارتباط بـ“فيلق القدس”، إضافة إلى اعتقال ستة أشخاص في ريف القنيطرة الجنوبي.
ويقع ريف درعا الغربي ضمن منطقة حساسة جغرافيًا قرب المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والأراضي المحتلة، ما جعله ساحة مفتوحة لاعتقالات إسرائيلية متكررة، وصفها ناشطون بأنها محاولة لجمع معلومات استخباراتية وفرض واقع أمني على الأهالي. ويشير سكان محليون إلى أن المنطقة شهدت سابقًا وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل عام 2014، ما دفع كثيرين للنزوح قبل سقوط النظام، إلا أن إسرائيل تستغل هذا التاريخ لتبرير عملياتها التي تستهدف مدنيين في معظم الأحيان.
وتواجه الحملات الإسرائيلية انتقادات واسعة باعتبارها انتهاكًا للسيادة السورية وتعديًا على المدنيين في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وغياب الاستقرار منذ سنوات.