أوضحت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار في مقابلة مع صحيفة النهار أن الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان وغزة وسوريا مستمرة وأن الصعوبات أمام محاسبة المسؤولين لا تزال كبيرة مع تداعيات واضحة على المدنيين والمجتمع الدولي وكشفت المنظمة عن حجم المعاناة في هذه المناطق والاحتياجات الإنسانية العاجلة ووضعت ضوءًا على الوضع الحقوقي المتأزم في الولايات المتحدة أيضًا من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة الطلاب واستهداف المعارضين السياسيين
وثّقت المنظمة خلال 13 شهرًا من النزاع في لبنان وجود أكثر من أربعة آلاف ضحية وعدد مماثل من الجرحى مع دمار واسع ونزوح يزيد عن المليون شخص بعضهم لم يتمكن من العودة إلى منازلهم التي ما تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي أما في سوريا فأشارت كالامار إلى الإجراءات المتخذة من السلطات الجديدة مثل تشكيل لجنتين وطنيتين للعدالة الانتقالية والمفقودين لكنها اعتبرت أن غياب الإصلاحات القانونية يعيق محاسبة الجناة خاصة في ظل توقف البرلمان عن العمل وتأخر تعيين الأعضاء الضروري لاستئناف الجلسات التشريعية
أضافت أن العائلات بحاجة إلى اعتراف رسمي بمآسيها بما في ذلك شهادات وفاة أو وثائق تثبت حالات الاختفاء القسري وأن هذه العمليات ستستغرق وقتًا طويلًا قبل أن تظهر نتائج ملموسة وأكدت أن تأخر الإصلاحات وتعزيز التواصل مع المواطنين يزيد من احتمالية وقوع انفجار اجتماعي في سوريا ويضاعف معاناة الأهالي والفقر الناتج عن فقدان المعيل لسنوات طويلة
ايضاً في غزة أشارت كالامار إلى أن وقف إطلاق النار لم يغير من سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين حيث تستمر الحصار والقيود على الأراضي والمياه والمستشفيات وما يقارب نصف السكان لا يستطيع العودة إلى منازلهم كما حذرت من استمرار الإبادة الجماعية في ظل دعم بعض الحكومات الاقتصادية والسياسية لإسرائيل من خلال صفقات تجارية أو اتفاقيات مع شركات تعمل في الأراضي المحتلة معتبرة أن ذلك يعد انتهاكًا للقانون الدولي وأوضحت أن أيرلندا هي الدولة الوحيدة التي اتخذت خطوات فعلية لوقف مثل هذه الانتهاكات
حول فلسطين أعربت عن القلق من مشروع القانون الإسرائيلي الجديد الذي يسمح بعقوبة الإعدام بحق الفلسطينيين معتبرة أنه موجه ضدهم ويخالف القانون الدولي كما أبدت القلق من استمرار تقييد حرية التعبير في الولايات المتحدة وأوروبا لا سيما فيما يتعلق بالانتقاد والدفاع عن الفلسطينيين مع استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة النشاط الرقمي للطلاب.
وختمت كالامار بالتساؤل حول المسؤولية الدولية من الذي سيحاسب إسرائيل وأين الإرادة السياسية لمحاسبتها مؤكدة أن استمرار الانتهاكات الفلسطينية في غزة والاستيطان غير المراقب سيستمر ما لم تتحرك الحكومات والمجتمع الدولي بجدية.