أثارت نتائج جديدة لفريق بحثي إيطالي حول هياكل ضخمة تحت أهرامات الجيزة موجة نقاش واسعة في الأوساط العلمية والإعلامية العالمية، وسط انقسام بين مؤيد يرى في النتائج دليلاً على وجود معمار غامض قديم، وبين معارض يعتبرها مبالغات علمية غير مثبتة وتطرح هذه الاكتشافات إن صحت أسئلة كبيرة عن تقنيات البناء في مصر القديمة، إضافة إلى إمكانات الرصد الحديثة التي تسمح باستكشاف أعماق الأرض دون حفر.
وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن فريق الباحثين الإيطاليين استخدم بيانات التصوير المقطعي الراداري المجمعة من أقمار صناعية عدة، بما فيها Umbra وCapella وICEYE وCosmo-SkyMed، ما أظهر وجود أسطوانات عملاقة تمتد أسفل هرم خفرع وتنتهي بغرف مكعبة مساحتها تفوق 260 قدمًا مربعًا. واعتمد الباحثون على تقنية دوبلر بالرادار ذي الفتحة التركيبية (Doppler SAR Tomography) لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد للهياكل المدفونة على أعماق كبيرة، كما رصدوا هياكل حلزونية حول الأعمدة وأجزاء تحت هرم منقرع وأبو الهول، بالإضافة إلى موقع الهوارة المعروف باسم "المتاهة".
إلا أن هذه المزاعم واجهت رفضًا من الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، الذي وصف النتائج بأنها أخبار كاذبة مشيرًا إلى أن تقنية الرادار لا يمكنها اختراق أعماق بهذا الحجم تحت الأهرامات. كما أشار خبراء آثار مصريون ودوليون إلى أن المسوحات العلمية السابقة التي شاركت فيها فرق من فرنسا واليابان وكندا لم تسجل أي دليل على وجود هياكل بهذا الحجم أو الطبيعة تحت الأهرامات.
ورغم الجدل أوضح فيليبو بيوندي، المهندس المسؤول عن المشروع، أن اقتراح فريقه يقتصر على استكشاف غير تدميري لممرات قديمة بين أبو الهول وهرم خفرع، وتهدف التحليلات إلى فهم "المجمع العميق" المحتمل دون إجراء أي حفر ويأمل الفريق في الحصول على موافقة رسمية للبدء في أعمال الاستكشاف خلال عام 2026، ما قد يفتح بابًا جديدًا لفهم البنية الداخلية للأهرامات وأسرارها الغامضة.