كشفت صحيفة "هآرتس" عن الدور الذي اضطلع به رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير في أروقة السلطة الإسرائيلية خلال العامين الأخيرين إذ أصبح من أبرز الشخصيات المشاركة في تصميم خطط المجتمع الدولي الخاصة بـ"اليوم التالي" في قطاع غزة مع تصور لإدارة دولية للمنطقة، ورصدت الصحيفة حضور بلير المتواصل في اجتماعات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما يعكس تواصلاً دؤوباً مع صناع القرار طوال فترة النزاع.
وأظهرت المعطيات أن آخر اجتماع بين نتنياهو وبلير جرى قبل أسبوعين، وسجلت الوثائق الرسمية سبع لقاءات بينهما خلال عام 2024 إضافة إلى مكالمتين هاتفيتين المذكرات المنشورة لرون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية السابق، تضم ثلاث لقاءات إضافية لبلير تزامنت مع اجتماعات ترأسها نتنياهو يدل على تنسيقاً دقيقاً ومستداماً بين الطرفين في رسم الخطط الخاصة بالقطاع.
استمر بلير خلال الأشهر الماضية في زيارة دول متعددة في المنطقة، شملت إسرائيل والمناطق التابعة للسلطة الفلسطينية، مع تقليل ظهوره الإعلامي لتسهيل دوره في إدارة ملف غزة بطريقة غير مباشرة. قبل إعلان خطة ترامب في سبتمبر الماضي، أفاد مصدر حكومي إسرائيلي بأن الإدارة الأمريكية كانت تفكر في تكليف بلير بقيادة إدارة انتقالية للقطاع، إلا أن اعتراضات مصرية قلّلت من دوره ضمن الخطة لتقتصر مهمته على منصب متوسط ضمن المجلس الدولي المسؤول عن تنفيذ خطة السلام في غزة.
ايضاً أشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رشح بلير للانضمام إلى "مجلس السلام" المكلف بإدارة القطاع، الذي يضم رجال أعمال وشخصيات بارزة من دول مختلفة بجانب مستشارين مقربين من ترامب مثل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر. وشملت خطة بلير زيارة الملياردير المصري نجيب ساويرس لإسرائيل، ضمن تصور محتمل لعضوية المجلس الدولي المسؤول عن تنظيم إدارة غزة.
وضح التقرير أن بلير أسهم في مرحلة الإعداد لما بعد الصراع في غزة، يعبر عن قدرة الشخصيات الدولية السابقة على التأثير في صنع القرار الإقليمي حتى أثناء الأزمات عبر قنوات رسمية وغير رسمية مع ملاحظة أن شبكة العلاقات التي يشارك فيها تتحكم في القرارات السياسية والإدارية على المستويين الإسرائيلي والفلسطيني، وتشمل خطط التسوية وإدارة الأزمات الإنسانية والسياسية في القطاع، في حين ما زالت آثار الحرب على المدنيين والبنية التحتية تتطلب تدخلات دولية منسقة لتخفيف الأضرار وتحقيق استقرار نسبي.