قسد توقف شخصًا رفع لافتة احتفالية.. ازدواجية وتناقض

2025.12.09 - 09:15
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في محافظتي الرقة ودير الزور خروج مظاهرات احتفالية بمناسبة عيد التحرير، رغم قرار سابق أصدرته الجهات الإدارية التابعة لـ“قسد” يقضي بمنع أي تجمعات جماهيرية خلال يومي 7 و8 كانون الأول، بذريعة الظروف الأمنية.

وفي مدينة الرقة، اعتقلت قوات “قسد” أحد المشاركين بعد رفعه لافتة كُتب عليها “من حقنا أن نفرح يا قسد”، خلال مظاهرة خرجت رفضًا لقرار منع الاحتفال. وأكد المحتجون أن حق المشاركة في ذكرى سقوط النظام السوري مكفول لهم كسوريين، وأن القيود المفروضة لا تلغي دلالات هذا اليوم بالنسبة لهم.

وفي دير الزور، نظّم أهالي قرية أبو حمام في الريف الغربي مظاهرة احتفالية أيضًا، على الرغم من قرار المنع. وشهدت المنطقة خروج المحتجين دون تسجيل أي حالة اعتقال أو تدخل أمني من قبل قوات “قسد”.


وسبق أن أصدر المجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” قرارًا يمنع إقامة أي تجمعات جماهيرية أو اجتماعية أو فعاليات عامة في جميع مناطق شمال شرق سوريا، مع حظر إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات. وأرجع المجلس هذا القرار إلى زيادة نشاط الخلايا التي وصفها بـ“الإرهابية”، معتبرًا أنها قد تستغل المناسبة لإثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي.

ورغم قرار المنع، وجهت “الإدارة الذاتية” تهنئة لسكان مناطقها وللسوريين عمومًا، معربة عن أملها بأن تشهد البلاد مزيدًا من الاستقرار والتحول الديمقراطي.

كما أعلنت تعطيل المؤسسات العامة التابعة لها في 8 كانون الأول احتفالًا بما وصفته بـ“سقوط النظام البعثي”. وفي بيان آخر صدر في 7 كانون الأول، انتقدت الإدارة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية خلال العام الماضي، معتبرة أن الحوار الوطني وتشكيل الحكومة والانتخابات البرلمانية لم تعبر عن مطالب السوريين ولا عن واقعهم، وربطت تلك الخطوات بالمجازر التي شهدتها مناطق الساحل والسويداء وما نتج عنها من انقسام مجتمعي وخطابات كراهية.


من جهته، هنّأ القائد العام لـ“قسد” مظلوم عبدي السوريين بذكرى سقوط النظام، رغم إصدار قراره بمنع الاحتفالات قبل ساعات. وقال إن البلاد دخلت “مرحلة جديدة أنهت عقودًا من الاستبداد والانقسام”، مشددًا على ضرورة أن تقوم المرحلة المقبلة على العدالة ومصلحة السوريين، ومجددًا التزامه باتفاقية العاشر من آذار باعتبارها “أساسًا لبناء دولة ديمقراطية لامركزية”.


تكشف الوقائع الحالية عن تناقض واضح بين رغبة السكان في إحياء ذكرى التحرير كحدث وطني جامع، وبين النهج الأمني الذي تتبعه “قسد” في مناطق سيطرتها. ورغم أن الإدارة الذاتية تربط قرار المنع بتهديدات أمنية محتملة، فإن خروج مظاهرات في الرقة ودير الزور يؤشر إلى فجوة بين القرار الرسمي ورغبة الناس في التعبير الجماعي.

كما يبرز التزام “قسد” بمنع الاحتفالات مقابل تهنئة قائدها مظلوم عبدي، ما يعكس إرباكًا سياسيًا أو ازدواجية بين الخطاب الأمني والخطاب السياسي.


وصادف يوم الاثنين 8 كانون الأول الذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا وسقوط النظام السابق، وهو اليوم الذي أعلنت خلاله الحكومة السورية عطلة رسمية في جميع المؤسسات العامة ليومي 7 و8 كانون الأول، فيما شهدت المحافظات السورية تجمعات شعبية احتفالًا بالمناسبة.


وتأتي ذكرى التحرير بعد مرور عام على معركة “ردع العدوان” التي استمرت 11 يومًا، وأسفرت عن إسقاط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024 بعد أكثر من خمسة عقود من الحكم.

ورغم قصر مدة المعركة، فإنها جاءت نتيجة سنوات من التحضير ومعارك الكر والفر بين الفصائل المعارضة وقوات النظام، إضافة إلى تصاعد الانتهاكات وعمليات التهجير والقصف التي أوقعت مئات الآلاف من الضحايا وملايين النازحين.

وشهدت تلك المعركة مشاركة فصائل كانت متناحرة في السابق، قبل أن تتوحد عملياتها على جبهات عدة بدأت من ريف حلب الغربي، تحديدًا عنجارة وقبتان الجبل، وصولًا إلى دمشق، في عملية وصفت بأنها الأسرع من حيث تساقط الجبهات “كأحجار الدومينو”.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7