في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، يترقب المسؤولون في لبنان خطوات عملية من الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل للالتزام بقرار وقف إطلاق النار. في هذا الإطار، يثير تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني إلى اجتماعات «الميكانيزم» جدلاً واسعًا بين الأطراف السياسية، خصوصاً وسط رفض بعض القوى لهذه الخطوة.
يؤكد الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام أن المفاوضات هي السبيل الوحيد أمام لبنان حالياً، وأن اختيار كرم يعكس الالتزام اللبناني باتخاذ كل ما يلزم لإنهاء العدوان الإسرائيلي واستعادة السيادة على الأراضي المحتلة. موقف مشابه يتبناه الرئيس نبيه بري، الذي لم ينفِ فكرة ضم مدني إلى وفد التفاوض، لكنه شدّد على أن دوره محدد ومحصور، قائلاً إن مهمة كرم تهدف إلى التوصل إلى آلية تُلزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاق خلال أسابيع، بما يشمل وقف الاعتداءات، وإطلاق سراح الأسرى، والانسحاب من المناطق المحتلة. وأكد بري أن أي مفاوضات ستصبح بلا معنى إذا لم تتحقق هذه النتائج.
ويبدو أن موقف بري جزئياً يستهدف الرد على الانتقادات المتعلقة بضم مدني للوفد، من دون أي ضمانات للتزام إسرائيل. وفي السياق ذاته، يشير عون وسلام إلى أن القرار يهدف إلى الضغط على الوسطاء الأميركيين والإسرائيليين، مع التأكيد أن عدم التزام إسرائيل سيصعب مهمة الجيش اللبناني في حصر السلاح شمال وجنوب نهر الليطاني. وقد أكد قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، أمام سفراء مجلس الأمن، الإنجازات الكبيرة للجيش منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، رغم استمرار الغارات الإسرائيلية وعرقلة عمليات الجيش.
النائب السابق وليد جنبلاط شدد على دعم تعزيز الجيش اللبناني وإجراءات حصر السلاح في الجنوب، مؤكداً أن التفاوض يجب أن يتم تحت شعار الانسحاب ووقف النار، مع الحفاظ على سيادة لبنان على أراضيه. ولفت إلى الحاجة لمزيد من الجنود في الجنوب وعلى الحدود مع سوريا، خصوصاً مع انسحاب القوة الدولية من بعض المناطق.
على صعيد متصل، تشير التسريبات الإسرائيلية إلى تجاهل حكومة العدو لعمل «الميكانيزم»، مع استمرار الحديث عن مواجهة محتملة مع لبنان، وسط تقديرات أمنية بأن الجيش اللبناني غير قادر على فرض سيطرته على حزب الله، فيما يستمر الأخير في تهريب الصواريخ وبناء مواقع عسكرية جديدة. ورغم الخسائر التي تكبدها، تشير المصادر إلى أن وحدة النخبة في حزب الله لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات تسلل، خصوصاً في القطاع الغربي.
كما تشير تسريبات إسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة قلقة من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وأن تعيين مدنيين في وفدي التفاوض يهدف إلى تهدئة التصعيد العسكري المحتمل. وتستغل إسرائيل غضب إدارة الرئيس ترامب من المسؤولين اللبنانيين لفرض أجندتها على الأرض، معتبرة أن نزع سلاح حزب الله غير منصوص عليه في الاتفاق، مما يعطيها الضوء الأخضر لتصعيد محدود.
وفي موقف محلي تصعيدي، دعا قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيسين عون وسلام إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة حزب الله، وحمل القيادة السياسية الجزء الأكبر من المسؤولية عن تنفيذ قرارات 5 و7 آب، منتقداً في الوقت ذاته نبيه بري على منع تعديل قانون الانتخابات الذي كان يتيح للمغتربين حق التصويت.
السياسة اللبنانية: هناك انقسام داخلي حول دور المدنيين في الوفد المفاوض، مع حرص الرئاسة والحكومة على المفاوضات كخيار وحيد لوقف العدوان.
الموقف الإسرائيلي: يبدو أن إسرائيل تستغل الغضب الأميركي تجاه لبنان لتصعيد ميداني محتمل، مع تجاهل عمل «الميكانيزم».
حزب الله والجيش اللبناني: الحزب يواصل تعزيز قدراته رغم الخسائر، بينما الجيش اللبناني يواجه تحديات كبيرة في فرض سيطرته على الحدود.
الدور الأميركي والدولي: تعيين المدنيين في المفاوضات يعكس محاولة دولية لتهدئة الأوضاع، لكن التوتر العسكري ما زال وارداً.