تفاصيل عملية “قسد” في حوائج بومصعة ودعم التحالف

2025.12.07 - 05:12
Facebook Share
طباعة

 نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فجر اليوم الأحد 7 كانون الأول، حملة مداهمات واسعة في بلدة حوائج بومصعة بريف دير الزور الغربي، بدعم مباشر من طيران التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأفاد مصدر محلي بأن العملية الأمنية تضمنت مداهمة عدد من المنازل داخل البلدة، وأسفرت عن اعتقال عدة شبان من سكانها. وذكر أن أربعة معتقلين جرى التحقق من أسمائهم حتى الآن، وهم:
أسامة أحمد الخلف
ساهر أحمد الخلف
إبراهيم الصالح المحيمد
إبراهيم العبد الأحمد

وأكد أنهم مدنيون ولا ينتمون لأي فصيل أو لتنظيم الدولة.

وخلال الحملة، أقدم عناصر من “قسد” على تكسير أجزاء من أثاث منازل الأهالي، بالتزامن مع توجيه عبارات مسيئة للسكان، الأمر الذي تسبب بحالة من الخوف بين النساء والأطفال. كما رافق العملية تحليق للطيران الحربي والمسيّر التابع للتحالف الدولي.


عمليات سابقة مرتبطة
في 26 تشرين الثاني الماضي، نفذت قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع “قسد”، عملية إنزال جوي في بلدة مراط بريف دير الزور الشرقي. واستهدفت العملية منزل القيادي السابق في الجيش السوري الحر، حاتم البو سعود، إضافة إلى منزل صديق العزيز، وهو عنصر سابق في فصائل المعارضة أيضًا.

ووفق المصدر، أسفرت العملية عن اعتقال صديق العزيز وشخص كان برفقته، في حين تمكن حاتم البو سعود من الفرار قبل وصول القوة المهاجمة. كما سبقت العملية حملة تفتيش موسعة للمنازل المحيطة بالهدفين، واستمرت نحو أربع ساعات، بمشاركة أربع مروحيات أباتشي، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيّرة فوق المنطقة.


انضمام دمشق للتحالف الدولي
وكانت قد أعلنت سوريا رسميًا انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى البيت الأبيض، وهي الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة.

وصرّح وزير الإعلام، حمزة المصطفى، في 11 تشرين الثاني، بأن سوريا وقّعت إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي، مثبتة دورها كشريك في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.


تحليل موسّع للمشهد الأمني والسياسي
تشير العمليات الأخيرة في ريف دير الزور، سواء المداهمات البرية أو الإنزالات الجوية، إلى تصاعد واضح في التنسيق بين قسد والتحالف الدولي، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطًا لخلايا تنظيم "الدولة".

إلا أن طبيعة الاعتقالات وكونها استهدفت مدنيين غير مرتبطين بأي جهة وفق مصادر محلية، يعكس إشكالية في آليات جمع المعلومات الاستخباراتية أو في أسلوب تنفيذ العمليات، ما يساهم في زيادة التوتر بين الأهالي والقوة المسيطرة.

من جانب آخر، يشكّل انضمام دمشق للتحالف الدولي تحولًا غير مسبوق في مسار العلاقات الدولية المتعلقة بالملف السوري. هذا الانضمام قد يؤدي إلى:
إعادة رسم خارطة التنسيق الأمني في شرق الفرات.
تقليل هامش التحرك المنفرد لقسد في بعض الملفات.
خلق حالة من التقاطع السياسي والعسكري بين الحكومة السورية والتحالف، وهو ما سيكون له انعكاسات كبيرة على القوى المحلية.

كما أن قرب العمليات من مناطق التماس بين “قسد” والقوات الحكومية قد يجعل أي تغيير سياسي جديد عاملًا مباشرًا في طبيعة العمليات الأمنية المقبلة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6