ثمن الدعم الأميركي لإسرائيل: خسائر لكل الأطراف وصدام إقليمي محتمل

2025.12.06 - 04:43
Facebook Share
طباعة

العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي امتدت على مدى ثلاثة عقود واستندت إلى دعم دبلوماسي وعسكري غير مشروط، تواجه اليوم تحديات جدية تهدد استمرارها مجلة فورين أفيرز رصدت في تحليل طويل أعده أندريو ميلر تطور هذه العلاقة، مشيرة إلى أن الدعم الأميركي المطلق لم يعد مستدامًا، إذ ألحق أضرارًا سياسية وأمنية وإنسانية بالأطراف الثلاثة: الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون.

ايضاً تشير الدراسة إلى أن هذه العلاقة قامت تاريخيًا على افتراضات أساسية، منها توافق المصالح الأميركية والإسرائيلية، وفهم إسرائيل للمخاطر التي تواجهها، والاستجابة للهواجس الأميركية مع معالجة أي خلافات بعيدًا عن العلن مع مرور الوقت تحولت العلاقة إلى نظام يمنح إسرائيل حصانة سياسية وعسكرية، ويضمن لها مساعدات ضخمة دون ربطها بسياسات محددة، مع حماية دبلوماسية في الأمم المتحدة وتجاوز قوانين أميركية معمول بها مع دول أخرى، بما في ذلك قوانين حقوق الإنسان.

الحرب الأخيرة في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أبرزت التكاليف الباهظة لهذا النوع من العلاقة، إذ لم تتمكن واشنطن من إعادة ضبط سلوك إسرائيل العسكري، وسط ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين ونقص أي ربط للمساعدات العسكرية بشروط واضحة كما أسهم الدعم غير المشروط في استمرار بناء المستوطنات غير القانونية، وتصاعد عنف المستوطنين، وزيادة التوترات الإقليمية عبر تدخلات إسرائيل في سوريا ولبنان وتصعيد محتمل مع إيران.

من جانب آخر، تكبدت الولايات المتحدة ثمناً سياسيًا ودوليًا كبيرًا، مع تراجع صورتها أمام خصومها الدوليين وارتفاع الانقسامات الداخلية، بينما تواجه إسرائيل عزلة دولية متنامية، وانخفاض الدعم الشعبي الأميركي، ومخاطر إستراتيجية متصلة بغزة والضفة الغربية.

ويرى ميلر أن استمرار هذه العلاقة على شكلها الاستثنائي يشجع السياسات الإسرائيلية الخطرة ويعيق الحلول السياسية، ويقترح إعادة ضبط العلاقة عبر فرض شروط واضحة على المساعدات، وتطبيق القوانين الأميركية والدولية على إسرائيل كما تطبق على غيرها وتحديد خطوط حمراء مشتركة بما يسهم في حماية مصالح الولايات المتحدة وتقليل المخاطر الإقليمية وإتاحة مسار سياسي مستدام للفلسطينيين.

ايضاً يحذر الكاتب من أن عدم مراجعة العلاقة سيؤدي إلى تفاقم الخسائر لكل الأطراف، خصوصًا مع استمرار حكومة إسرائيلية متشددة وإدارة أميركية متذبذبة، مؤكداً أن إعادة الضبط ليست خصومة وإنما ضرورة استراتيجية وأخلاقية وسياسية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7