مشعل يحذر من الهيمنة الإسرائيلية ويطالب بوحدة فلسطينية
في كلمة حملت نبرة تصعيد سياسي ورسائل موجهة للمنطقة والعالم، شدّد خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، على أنّ لحظة الحسم تجاه القدس باتت وشيكة، مؤكداً أنّ الشعوب العربية والإسلامية مطالبة اليوم بإعادة تعريف دورها المركزي في حماية القضية الفلسطينية. حديثه جاء خلال مؤتمر “العهد للقدس” في إسطنبول، حيث صاغ موقفاً يقوم على فكرة المشروع الوطني الفلسطيني الذي يقف عند مفترق طرق، وأنّ أي حلول تُفرض على غزة أو تُدار من خارج الإرادة الفلسطينية لن تجد لها قبولاً.
ورأى مشعل أنّ الهيمنة الإسرائيلية تحاول فرض واقع سياسي وأمني جديد عبر استخدام أساليب متدرجة، بدءاً من القصف والحصار وصولاً إلى التحكم في المعابر وتجفيف الموارد لكسر إرادة السكان. ورغم تراجع العمليات العسكرية المباشرة في القطاع، حسب توصيفه، فإن أدوات الضغط الاقتصادية والإنسانية لا تزال تُستخدم لإرغام الفلسطينيين على القبول بترتيبات جديدة تتنافى مع حقوقهم.
ايضاً في حديثه عن المقاومة، دعا مشعل إلى توفير بيئة حاضنة للقوى المسلحة، لكونها برأيه تمثّل خط الدفاع الأول في الضفة والقطاع وأشار إلى أنّ الضفة الغربية تتعرض لمسار “تآكل متصاعد” عبر التوسع الاستيطاني والتهجير وتغيير الطابع الجغرافي، معتبراً أنّ ذلك يستدعي خطة موحّدة من الفصائل والقوى الشعبية.
وتطرّق أيضاً إلى ملف الأسرى، مؤكداً أي تسوية سياسية لا يمكن أن تُبنى بمعزل عن تحرير المعتقلين، وأنّ نجاح أي جهد وطني مرتبط بوحدة البيت الفلسطيني، سواء داخل الأراضي المحتلة أو في الشتات. وأكد أنّ غياب الشراكة الوطنية الحقيقية يضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية.
أما بشأن غزة، فقد شدّد على ضرورة كسر الحصار ورفض أي تحركات تهدف إلى إعادة هندسة القطاع وفق تصورات خارجية واعتبر أنّ معركة “طوفان الأقصى” شكّلت نقطة تحوّل، لأنها ارتبطت عضوياً بالقدس، ما جعلها جزءاً من معركة سياسية ورمزية تتجاوز حدود الجغرافيا.
وفي ختام كلمته، دعا مشعل إلى بناء تحالف عالمي واسع ضد السياسات الإسرائيلية، على غرار التحركات الدولية التي ساهمت سابقاً في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. العالم بات يرى حجم المأساة في غزة، وأنّ هذا الوعي الدولي يمكن أن يتحول إلى قوة ضغط منظمة، إذا أحسن الفلسطينيون والعرب استثماره في لحظة توصف بأنها “الأخطر والأكثر حساسية” منذ عقود.
