مجازر قوات الدعم السريع تثير صدمة دولية

2025.12.06 - 10:07
Facebook Share
طباعة

 ذكرت صحيفة غارديان أن مدينة الفاشر في شمال دارفور تعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ الحرب السودانية، حيث يُعتقد أن ما يصل إلى 150 ألفًا من سكانها فقدوا منذ سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتأتي هذه الكارثة بعد ستة أسابيع من سيطرة الدعم السريع على المدينة، عقب حصار تجويعي دام 500 يوم. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القوات تعمل على إخفاء الأدلة المتعلقة بحجم المجزرة التي ارتكبتها.

دلائل الأقمار الصناعية

أوضحت غارديان أن صورًا حديثة للأقمار الصناعية كشفت عن انتشار عشرات الأكوام من الجثث في شوارع الفاشر، التي تحولت إلى "مسرح جريمة واسع" و"مسلخ بشري". وتشير التحليلات إلى أن الجثث جُمعت في أكوام تمهيدًا لدفنها في مقابر جماعية أو حرقها في حفر كبيرة.

ورغم عدم وضوح العدد النهائي للضحايا، أُبلغ نواب بريطانيون بأن ما لا يقل عن 60 ألف شخص قتلوا في الفاشر، في حين لا يزال نحو 150 ألفًا من السكان في عداد المفقودين دون أي دليل على مغادرتهم.

تحليل الوضع على الأرض

تشير تحليلات فريق جامعة ييل، الذي يتابع الوضع عبر الأقمار الصناعية، إلى أن الأسواق أُفرغت تمامًا، وتم نقل الماشية خارج المدينة، بينما تحدثت مصادر محلية عن اعتقالات محدودة، وهو ما لا يفسر اختفاء عشرات الآلاف من السكان.

وعلى الرغم من التعهدات السابقة من قوات الدعم السريع، لا تزال المدينة مغلقة أمام الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، فيما تنتظر قوافل الإغاثة في المناطق القريبة بسبب غياب الضمانات الأمنية لدخولها.

المجاعة وسوء التغذية

يعاني من تمكنوا من الفرار من مستويات حادة من سوء التغذية، ما دفع خبراء دوليين إلى إعلان الفاشر منطقة تشهد مجاعة فعلية. ويحذر خبراء حقوق الإنسان من أن ما حدث في الفاشر قد يكون أسوأ جريمة حرب في الصراع السوداني، الذي أسفر خلال نحو 32 شهرًا عن 400 ألف قتيل وتسبب في نزوح نحو 13 مليون شخص.

دعوات لتحقيق دولي

في الوقت نفسه، تجددت الدعوات لفتح تحقيق دولي في هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم القريب من الفاشر قبل ستة أشهر، والذي وثقته منظمة العفو الدولية باعتباره هجومًا واسعًا استهدف المدنيين ودمر منشآت حيوية، واعتبرته جريمة حرب محتملة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8