سجن الفاشر المالي: الدعم السريع يجبر الناجين على دفع فدية

2025.12.04 - 08:11
Facebook Share
طباعة

مع استمرار المواجهات في دارفور، تظهر تفاصيل جديدة عن معاناة المدنيين في محيط الفاشر، آخر المدن التي صمدت قبل سقوطها شهادات ناجين وفرق إغاثة وباحثين تكشف ممارسة احتجاز وابتزاز مالي يستهدف أشخاصاً خرجوا من حصار طويل ليدخلوا دائرة جديدة من الخوف والعنف.

شهادات ميدانية جمعتها «رويترز» توضح احتجاز ناجين من الحصار وطلب فدى ضخمة مقابل الإفراج عنهم، إضافة إلى حالات قتل وضرب شديد يتعرض لها من تعجز أسرهم عن الدفع لا توجد أرقام دقيقة حول عدد المحتجزين، إلا أن المعلومات الواردة ترسم صورة عن مجموعات كبيرة موزعة في قرى تبعد نحو 80 كيلومتراً من الفاشر، وأخرى أُعيدت إلى داخل المدينة حيث تُطلب مبالغ تصل لآلاف الدولارات.

هذه الوقائع تكشف واقعاً شديد الخطورة للمدنيين الذين لم يتمكنوا من مغادرة الفاشر. الشهادات تذكر وقوع إعدامات ميدانية وعنف جنسي بعد دخول قوات الدعم السريع للمدينة، في ظل استمرار فقدان عشرات الآلاف، وتحديات تواجه وصول فرق الإغاثة إلى منطقة ضربتها المجاعة.

الفدى المطلوبة تراوحت بين 5 و60 مليون جنيه سوداني، مبالغ مرهقة لمجتمع أنهكته الحرب. ناجون تحدثوا عن إطلاق نار مباشر على المحتجزين أو قتلهم ضمن مجموعات، بينما وصل بعض الفارين إلى تشاد وهم يحملون آثار ضرب وإصابات بطلقات نارية.

محمد إسماعيل، أحد الناجين، احتُجز في قرية أم جلبخ ثم أُطلق سراحه بعد دفع عشرة ملايين جنيه، بينما قُتل تسعة رجال في المجموعة التي كان معها بعد انتهاء المهلة الممنوحة لأسرهم.

من جهته، المستشار القانوني لـ«الدعم السريع» ذكر أن الانتهاكات ناتجة عن مجموعة مجهولة ترتدي زياً شبيهاً، وأوضح وجود لجنة تحقق في أكثر من 100 حالة يومياً داخل الفاشر.

تقديرات المنظمة الدولية للهجرة توضح أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من المدينة، بينما توجّه آلاف آخرون إلى طويلة وتشاد كثيرون بقوا في القرى المحيطة بسبب غياب المال اللازم للخروج أو بسبب المرض.

وتتكرر روايات عن مفاوضات قاسية بين الأسر والمجموعات المسلح ناجٍ آخر، ياسر حمد علي، طُلب منه 150 مليون جنيه قبل تخفيض المبلغ بعد اتصالات أجريت عبر جهاز «ستارلينك» مثبت على سيارة لاندكروزر أسر أخرى اضطرت لبيع ممتلكاتها أو الاقتراض لإطلاق سراح أبنائها.

صور أقمار صناعية لقرية قرني أظهرت مئات الملاجئ الجديدة، ما يرجّح احتجاز أعداد كبيرة لفترات طويلة نساء أبلغن عن تعرضهن لاعتداءات جنسية في القرية، بينما روى محتجزون سابقون نقلهم إلى منشآت داخل الفاشر، منها مستشفى الأطفال، حيث توفي مئات الرجال بسبب العطش والوضع الصحي المتدهور.

ناجون وصلوا إلى تشاد تحدثوا عن مشاهد لجثث رفاقهم في الطريق، بينما تظهر صور أقدامهم إصابات حادة عقب نزع أحذيتهم في الوقت نفسه، تبث قوات الدعم السريع مقاطع مصوّرة لمدنيين يتلقون الطعام والرعاية، إلا أن ناجين أفادوا بأن هذه اللقطات تسجل بعد تعرض المحتجزين للتعذيب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4