وسط تصاعد التوترات على الحدود السورية الإسرائيلية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبته في إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى جبل الشيخ، مع التمسك بمبادئ بلاده في الدفاع عن البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود الشمالية، خلال زيارة لمستشفى شيبا برفقة جنود أصيبوا في تبادل إطلاق النار على الحدود، وصف نتنياهو المنطقة العازلة كأداة لحماية المدنيين الإسرائيليين، مشيراً إلى إمكانية التوصل لاتفاق مع الجانب السوري بحسن نية، من دون التنازل عن مصالح إسرائيل الأساسية.
إسرائيل تواجه انتقادات من المجتمع الدولي والولايات المتحدة بسبب استمرار الضربات على الأراضي السورية، التي تعتبر تهديداً للاستقرار في البلاد وتعطّل أي جهود للتوصل إلى اتفاق أمني مع دمشق، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن الهدف من التحذيرات هو منع إسرائيل من السير في نهج قد يؤدي إلى تدمير مستقبلها السياسي ويزيد من تصعيد النزاع في المنطقة.
من منظور تحليلي، تشكل العمليات الإسرائيلية تصعيداً يفاقم التوتر على الحدود ويضع السكان السوريين أمام مخاطر كبيرة الضربات المتكررة تُضعف فرص الحل السياسي وتمثل عائقاً أمام أي جهود لإعادة الإعمار أو تثبيت الاستقرار، بينما تمنح إسرائيل اليد العليا في مناطق حساسة على حساب سيادة الدولة السورية وأمن مواطنيها.
دعم الولايات المتحدة للرئيس السوري أحمد الشرع لتثبيت الاستقرار وتشجيعه على الانخراط في مسار سلام مع إسرائيل يعد عنصراً أساسياً في الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط.
الضغط على إسرائيل لتقليل العمليات العسكرية، مع دعم دمشق سياسياً، يهدف لتقليل احتمالات التصعيد وفتح المجال أمام حلول دبلوماسية تحقق استقراراً نسبياً في المنطقة.
يبقى السؤال حول قدرة المجتمع الدولي على فرض التوازن بين الأمن الإسرائيلي والحقوق السيادية لسوريا، وضمان أن أي منطقة منزوعة السلاح لا تتحول إلى أداة احتلال أو تهديد مستمر للمدنيين المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد مدى التزام إسرائيل بالمعايير الدولية وإمكانية التوصل إلى تفاهمات فعلية تخدم الاستقرار الإقليمي وتخفف المخاطر على السكان السوريين.